استضاف مسرح «الجنينة» في القاهرة الحفلة الختامية للورشة الموسيقية «ري ميكس» في دورتها السادسة، التي جمعت 12 موسيقياً عربياً و5 موسيقيين من بلدان آسيا الوسطى. ويعد مشروع «ري ميكس» ملتقى موسيقياً يجمع بين الموسيقيين الشباب المحترفين من خلفيات ثقافية مختلفة. وتُعَدّ الورشة فرصةً لاكتشاف مساحات موسيقية جديدة داخل الأطر التقليدية وخارجها. وتعايش الموسيقيون الشباب في مدينة أسوان طوال 10 أيام، برعاية «مؤسسة الأغا خان للثقافة»، بإدارة الموسيقي المصري فتحي سلامة ومشورة الموسيقي اللبناني شربل روحانا كضيف شرف في الملتقى. تقوم فكرة «ري ميكس» على تجريب أشكال متباينة من التأليف والتلحين والارتجال بغية نشر روح الإلهام والتلاقي وفتح آفاق غير مستهلكة في محيط الثقافة الموسيقية الشرقية. قدم المشاركون 13 عملاً موسيقياً وغنائياً من إبداعهم، باستثناء موشح «عجباً لغزال» (تلحين فؤاد عبدالمجيد وغناء السوري رئبال الخضيري)، إضافة إلى «مقام حجاز» (محمد سواح من مصر) و «وجوه» (كنان أدناوي من سورية) و «افتح فؤادك» (بديعة بوحريزي من تونس). وتحدث سلامة عن اختيار الفنانين المشاركين وطريقة العمل، قائلاً: «هناك عازفون محترفون وناجحون جداً، مثل عباس قاسموف (أوزبكستان)، وهويمان ساخي (أفغانستان) وغيرهما، وهؤلاء جميعاً يتمتعون بمستوى تقني عالٍ، ويمثلون موسيقى تعكس ثقافة أوطانهم في شكل مشرف وخلاق، والعمل معهم ممتع فعلاً. أما دوري في الورشة، فهو وضع فكرة للتوزيع الموسيقي للعمل، وذلك في إطار تبادل خبرات بين الفنانين المشاركين في كل مقطوعة... حتى نصل إلى صيغة نهائية نقدمها للجمهور». ويعلل سلامة اختيار منطقة آسيا الوسطى لما تتمتع به من سمات شرقية يمكن الإفادة منها في الموسيقى العربية، «وأيضاً من أجل التواصل مع الثقافات المتاخمة لنا، ما يثري الموسيقى الشرقية عموماً». ورأت مديرة «مؤسسة المورد الثقافي» التي نظمت الحدث، بسمة الحسيني، أن «الورشة قدمت نتاجاً واعداً لشباب موهوبين أبدعوا موسيقى من شأنها أن تجدد حركة التأليف الموسيقي في الشرق. وكانت الورشة فرصة لتقديم أعمال موسيقية جديدة في إطار تبادل رؤى وأفكار واستلهام روح الموسيقى التقليدية في كلا الثقافتين». وأضافت ان روحانا عمل على تعريف المشاركين بالمقامات والإيقاعات المشتركة والمتشابهة، وشارك في العمل ثلاثة أيام، ولعب دوراً مهماً في تحقيق التعاون والتفاهم بين الموسيقيين، نافية الشائعات عن انسحابه من أعمال الورشة. نيل أسوان ملهم المشاركين وقال المشارك المصري محمد سواح، وهو عازف ترومبيت: «ألهمتنا طبيعة أسوان على النيل، تقديم إبداع وفكر موسيقي مختلف عما هو سائد»، معتبراً ان التدريب الشاق والمتواصل هو السبيل الوحيد أمام العازف للوصول الى مستوى لافت ومميز. وأشار السوري رئبال الخضيري إلى تعاونه مع الموسيقي سيروج الدين (طاجكستان) الذي قدم له مقطوعة من تأليفه، فوضع عليها كلمات للشاعر العراقي أحمد مطر تحمل بعداً سياسياً تهكمياً على حال الحكم في البلاد العربية، «ولاقت تجاوباً كبيراً من الجمهور المصري اللماح والذكي»، بحسب تعبيره. قدم المشاركون في «ري ميكس» تجارب أشبعت الجمهور الشاب المتحفز لسماع نوعية مختلفة من الموسيقى المعاصرة بنكهة شرقيةأصيلة جمعت بين آلات النفخ النحاسية بأنواعها، من ترومبيت وساكسوفون، والآلات الوترية، من عود وبزق وسانتور، بالإضافة إلى آلات الإيقاع ذات الطابع الهندي، والآلات المعروفة شرقياً كالطبلة والدفوف. وقدمت المقطوعات في شكل مجموعات، وشارك الجميع في المقطوعة الموسيقية التي قدمت في حفلة الختام.