علمت «الحياة» من مصادر مطلعة أن عدداً من شيوخ عشائر الأنبار لجأ أخيراً إلى الحكومة الاتحادية، محتجاً على استئثار عشائر محددة بعمليات التطوع في صفوف قوات «الحشد الأنباري»، فيما تُشن حملة تشويه ضد قبائل أخرى بتهمة التعاطف مع تنظيم «داعش». وقال كامل المحمدي، أحد شيوخ عشائر الأنبار ل «الحياة»، إن عشائر الرمادي وحديثة وهيت تحتكر صلاحية التطوع، بل تملك صلاحية تزكية من تشاء لدى الحكومة في بغداد، وأن ذلك يتم وفق المحسوبية، وأحياناً مقابل المال». وأضاف أن «عمليات التطوع أصبحت محصورة في عدد محدود من العشائر بدعم من أطراف في الحكومة وقادة في الحشد الشعبي، فيما يقوم بعض الشيوخ بتشويه سمعة عشائر أخرى في الأنبار لدى الحكومة عبر تقديم معلومات مضللة عن تحالف هذه العشائر مع داعش». وقال أيضاً كامل المحمدي، أحد شيوخ عشائر الأنبار، ل «الحياة» إن عدداً من شيوخ العشائر أبلغوا الحكومة بالتهميش الذي يتعرضون له من قبل بعض العشائر التي شكّلت «مجلس عشائر الأنبار المتصدية للإرهاب» في شأن التطوع في صفوف القوات الأمنية والحشد الخاص بالأنبار. وزاد أن «عشائر الأنبار منقسمة حالياً بين فريقين، الأول يمتلك علاقات قوية مع الحكومة ومع قادة في فصائل الحشد، والثاني وجد نفسه منبوذاً ومتهماً بالإرهاب، فاتجه أخيراً إلى الولاياتالمتحدة لايصال معاناتهم». في غضون ذلك، افتُتح أمس في الأنبار مقر عام لهيئة «الحشد العشائري» برئاسة اللواء رشيد فليح لتنفيذ خطة حكومية لتقنين عمل الآلاف من مقاتلي العشائر، بسبب حاجة المحافظة إلى المزيد من المقاتلين لمسك الأرضي المحررة في الفترة الأخيرة، خصوصاً الرمادي، مركز الأنبار. وافتتح محافظ الأنبار صهيب الراوي المقر العام لهيئة «الحشد العشائري» في المحافظة، وقال في بيان أن «الحكومة المحلية تعمل في شكل متوازٍ على جميع الملفات الأمنية والخدمية والإغاثية من أجل الإسراع في إنهاء المعاناة التي يتعرض لها أبناء الأنبار». وأضاف البيان أن «هناك أكثر من عشرة الآف مقاتل من أبناء العشائر أصبحوا على أتم الجاهزية للمساهمة في تحرير بقية مدن المحافظة ومسك الأرض». إلى ذلك، قالت مصادر أمنية أن 15 عنصراً من قوات الأمن قتلوا خلال عمليات تمشيط ورفع العبوات الناسفة ومعالجة المنازل المفخخة في مدينة الرمادي خلال الأيام الماضية. وأضافت أن آلاف العبوات الناسفة ما زالت موجودة في مناطق الرمادي، ولم يتم رفع كميات كبيرة منها، خصوصاً في المنازل المفخخة، بسبب صعوبة تفكيكها وغياب الكوادر الهندسية المختصة، ويقوم بعض مقاتلي العشائر بعمليات تفكيك تؤدي إلى إصابتهم في أغلب الأحيان. وأعلنت «خلية الإعلام الحربي» أمس أن «قطعات الفرقة الثامنة تمكّنت من قتل القائد العسكري لداعش، مثنى حسين علاوي والمكنى ب «أبو الوليد»، في منطقة البو دعيج جنوب الفلوجة». وأعلنت «قيادة عمليات الأنبار» أن قواتها أحبطت هجوماً انتحارياً ل «داعش» استهدف مقراً أمنياً في منطقة ال 18 كلم غرب الرمادي على الطريق السريع الدولي، بعد تفجير ثلاث مفخخات ومقتل الانتحاري الذي كان يرتدي حزاماً ناسفاً.