استمر تدهور صحة الأسير الفلسطيني محمد القيق، المضرب عن الطعام منذ 92 يوماً، فيما اتهمت منظمتان إسرائيليتان غير حكوميتين جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) بإساءة معاملة المعتقلين الفلسطينيين بصورة منهجية إلى حد يشير إلى سياسة متعمدة. وقالت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين هبة مصالحة، إن القيق يعاني تدهوراً في صحته، وعبرت عن خشيتها من إصابته بجلطة دموية في أي لحظة، بعدما فقد عشرات الكيلوغرامات من وزنه، وبلغ منه الإعياء حداً خطيراً. ووصفت في بيان الوضع الصحي للقيق ب «المأسوي»، وحذرت من أن شبح الموت يحيط به بسبب التدهور المتسارع واليومي في صحته، لذ لم يعد قادراً على التنفس إلا بصعوبة، إضافة إلى انهيار جسده. وقالت إن الأطباء في مستشفى العفولة الإسرائيلي، الذين يتوقعون موته في شكل مفاجئ في أي لحظة، يعمدون إلى إيقاظه كلما غط في النوم، للتأكد من أنه لا يزال حياً. وأكدت مصالحة، التي تزور القيق يومياً، إن حياته أصبحت تُعد بالساعات، معتبرة أنه من المخجل أن يعجز العالم وكل الجهات السياسية عن إلزام إسرائيل بإطلاقه فوراً. ولفتت إلى أنه إذا ما كُتبت حياة للقيق، فإنه لن يعود إنساناً طبيعياً، إذ من المتوقع أن تكون أعضاء جسمه الداخلية تعرضت لأضرار، واصفة الموقف الإسرائيلي من قضية القيق بالموقف القاتل والمستهتر بحياة البشر والقيمة الإنسانية والحق في الحياة. وتواصلت في قطاع غزة أمس الفعاليات التضامنية مع القيق، أبرزها تنظيم كتلة الصحافي الفلسطيني وقفة تضامنية مع الأسير القيق أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة، بالإضافة إلى تنظيم مركز نفحة لدراسات الأسرى والشؤون الإسرائيلية وقفة تضامنية مع القيق في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة. في غضون ذلك، اتهمت منظمة «بتسيلم» التي ترصد الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، ومركز الدفاع عن الفرد «هموكيد» جهاز «شين بيت»، إساءة معاملة معتقلين خلال استجوابهم بصورة منهجية إلى حد يشير إلى سياسة متعمدة. ويستند تقرير «بتسيلم» و «هموكيد» إلى شهادات 116 موقوفاً جرى استجوابهم في سجن شيكما في مدينة عسقلان الإسرائيلية بين آب (أغسطس) 2013 وآذار 2014. ولفت التقرير المؤلف من 70 صفحة، وهو الثالث في سلسلة دراسات حول جلسات الاستجواب التي يخضع لها الفلسطينيون، إلى التشابه الكبير بين وسائل الاستجواب المطبقة في هذا السجن ووسائل الاستجواب في السجون الإسرائيلية الأخرى. وجاء في التقرير، وعنوانه «مدعوم من النظام»، أن «الشهادات تشبه بصورة مذهلة الشهادات التي سبق أن أعطاها معتقلون في مراكز أخرى. يبدو أن هذا السلوك يشكل في الواقع سياسة استجواب رسمية». من جهته، اعتبر «شين بيت» استخلاصات التقرير «مضللة ومشوهة»، وأعلن في بيان أن جميع استجواباته تجري «طبقاً للقانون ومن أجل منع أنشطة تهدف إلى النيل من أمن الدولة». وأكد أن أنشطته «تخضع للمراجعة والتفتيش بصورة متواصلة من هيئات داخلية وخارجية». وقال متحدث باسم «شين بيت» إن الفلسطينيين الذين يجري استجوابهم في سجن شيكما «يشتبه بضلوعهم في الإرهاب». ومن الوسائل المستخدمة من جهاز الأمن الداخلي في هذا السجن بحسب التقرير حرمان الموقوفين من النوم لفترات طويلة وتكبيلهم بأيديهم وإقدامهم إلى كراس على مدى ساعات وتعريضهم لبرد أو حر شديد. وحظرت المحكمة العليا في قرار عام 1999 على المحققين استخدام العنف، باستثناء في حالات وجود «قنبلة على وشك الانفجار».