اعلن نحو ثلاثة آلاف معتقل فلسطيني في اسرائيل تنفيذ يوم اضراب عن الطعام امس الاحد احتجاجا على وفاة معتقل فلسطيني شاب اول من امس. كما اندلعت صدامات مع قوات الاحتلال في الضفة الغربية خلال تظاهرات احتجاجية. ولم يكن عرفات جرادات (30 عاما) بين الاسرى الاربعة الذين يقومون باضراب طويل عن الطعام في اسرائيل، والذين ادى تحركهم الى تظاهرات تضامنية كبيرة في الايام الاخيرة. لكن وفاته التي لم تحدد اسبابها بعد يمكن ان تؤدي الى تفاقم الوضع المتوتر اصلا. وذكر شهود عيان ان متظاهرين في قريته وقطاعات اخرى من مدينة الخليل رشقوا صباح الاحد قوات الامن الاسرائيلية بالحجارة. وقد ردت باطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية، كما قال الشهود الذين لم يتحدثوا عن اصابات. وقال الناطق باسم ادارة السجون الاسرائيلية سيفان وايزمن ان «حوالى ثلاثة آلاف معتقل اعلنوا انهم سيرفضون الوجبات الغذائية»، موضحا ان الامر يتعلق «بوجبات الطعام الثلاث». واعلن نادي الاسير الفلسطيني ان عدد المعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون اسرائيل ارتفع الى 11 مع انضمام سبعة معتقلين الى اربعة اخرين مضربين عن الطعام منذ مدة طويلة. وتوفي جرادات السبت بسبب «وعكة صحية» في سجن مجدو شمال اسرائيل، حسبما ذكر جهاز الامن الداخلي (شين بيت) الذي كان يستجوبه. واعتقل هذا الاسير البالغ من العمر ثلاثين عاما والاب لولدين، في 18 شباط (فبراير) بعد صدامات قرب مستوطنة كريات اربع القريبة من الخليل حيث جرح اسرائيلي في 18 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012. ويفترض ان يتم تشريح جثمانة في المركز الوطني الاسرائيلي للطب الشرعي. واكد وزير الاسرى الفلسطيني عيسى قراقع ان طبيبا فلسطينيا واسرة الاسير يحضرون التشريح. وبعيد اعلان وفاته، جرت صدامات قصيرة بين الفلسطينيين وقوات الامن الاسرائيلية في الخليل في الضفة الغربية. وعنونت صحيفة «اسرائيل هايوم» الاسرائيلية التي تعد قريبة من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو «احذروا اعمال الشغب»، مشيرة الى «توتر داخل ادارة اجهزة الامن التي تخشى حدوث اضطرابات وصدامات» بعد وفاة المعتقل الفلسطيني. من جهتها، اكدت صحيفة معاريف ان «الجهاز الامني باكمله وخصوصا ادارات السجون في حالة تأهب معززة». وكان الفلسطينيون حملوا السبت اسرائيل مسؤولية وفاة جرادات. واكد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض انه «صدم» بوفاة جرادات، مطالبا السلطات الاسرائيلية بكشف «الاسباب الحقيقية» التي ادت الى وفاته. وفتحت الشرطة الاسرائيلية تحقيقا في ظروف وفاته التي تقول ادارة السجن انها قد تكون نجمت عن ازمة قلبية على الارجح. وقال فياض في بيان انه «في كل الاحوال لا يمكن اعفاء الاحتلال من المسؤولية اذ لا يمكن فصل واقعة الوفاة عن كونها وقعت في ظروف اعتقال، وفي سجون الاحتلال داخل اسرائيل». بدورها، حملت حكومة «حماس» المقالة في غزة اسرائيل مسؤولية «استشهاد الاسير عرفات جرادات». وقال الناطق باسم حكومة الحركة طاهر النونو ان «محاكمة اسرائيل على هذه الجريمة مطلب وطني واي تقصير فيه تقاعس خطير». وكان جهاز «شين بيت» ذكر ان جرادات كان يعاني من آلام في الظهر واصيب في الماضي في قدمه اليسرى برصاص مطاطي وبقنبلة للغاز المسيل للدموع. واضاف «خلال التحقيق تم فحصه مرارا وخصوصا الخميس الماضي من جانب طبيب لم يلاحظ اي مشكلة طبية. من هنا استمر التحقيق» معه. لكن قراقع قال ان «الشاب عرفات جرادات معتقل لدى اسرائيل منذ ايام، وتم قتله اثناء التحقيق معه، ونحن نطالب بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في سبب وفاته». من جانبها طالبت منظمة «بتسيلم» الحقوقية الاسرائيلية بفتح «تحقيق مستقل، فعال وشفاف ويتم انجازه سريعا». وقالت في بيان ان «التحقيق يجب ان يشمل كامل ملابسات (الوفاة) ويدرس المعاملة التي تلقاها المعتقل خلال استجوابه، الاجراءات المتبعة من جانب محققي الشين بيت والمسؤولية عن القيام بهذه الاجراءات».