استمر تدهور الحالة الصحية للأسير الصحافي محمد القيق، المضرب عن الطعام منذ 90 يوماً، فيما كشف تقرير لهيئة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (شاباك) عرض على القيق إبعاده إلى خارج فلسطين مدة عامين، إلا أنه رفض ذلك تماماً. واتهم التقرير «شاباك» بأنه تصدى لكل المحاولات والجهود الكبيرة التي بذلت من كل الجهات السياسية والقانونية من أجل إنقاذ حياة القيق وإنهاء اعتقاله الإداري وعلاجه في المستشفيات الفلسطينية. واعتبرت الهيئة في تقريرها أن القيق هدف مركزي للاستخبارات الإسرائيلية، التي تنوي قتله وإعدامه بغطاء سياسي من الحكومة والقضاء الإسرائيليين. وقالت إن الاستخبارات الإسرائيلية تريد كسر إرادة القيق، معتبرة أن إضرابه عن الطعام بدأ ضد أساليب التعذيب الوحشية التي تعرض لها في معتقل الجلمة منذ اعتقاله في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وأضافت أن الاستخبارات الإسرائيلية تنتقم من القيق لأنه صمد في التحقيق ورفض كل التهم والادعاءات التي وجهت له، وأنها لا تريد أن ينتصر في معركته من أجل حريته وتنوي تدميره حتى لو أدى ذلك إلى قتله، وعرضت عليه خلال المفاوضات إبعاده إلى خارج الوطن لمدة عامين لكنه وعائلته ومحاميه رفضوا واعتبروا الأمر خطاً أحمر. في الأثناء، قالت محامية الهيئة هبة مصالحة ظهر أمس إن هبوطاً حاداً طرأ على حالة القيق الصحية، حيث بات يتنفس بصعوبة بالغة وفقد القدرة على الكلام تماماً، ويعاني من احمرار في العينين وضعف كبير في الرؤية. وأضافت مصالحة أن القيق يعاني من أوجاع شديدة جداً في العضلات والبطن والأمعاء والمعدة، ولا يستطيع النوم من شدة الألم. وقالت الهيئة إنها علمت أن الأسيرين القائدين في حركة «حماس» جمال أبو الهيجا ومحمود شريتح زارا القيق في مستشفى العفولة أمس للاطلاع على وضعه الصحي ومناقشة قضيته، لا سيما أن الأسرى هددوا إدارة السجون باتخاذ خطوات كبيرة وتصعيدية إذا ما حصل أي مكروه له. إلى ذلك، تواصلت الفعاليات التضامنية مع القيق في قطاع غزة، إذ نظم التجمع الإعلامي الديموقراطي وقفة أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة شارك فيها عشرات الصحافيين والحقوقيين والنشطاء وممثلي الفصائل لمناسبة الذكرى 47 لانطلاقة الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين التي صادفت أمس. ورفع المشاركون لافتات منددة بسياسة اعتقال الفلسطينيين، بخاصة القيق، مطالبين بإطلاقه فوراً. واعتبر رئيس التجمع الإعلامي الديموقراطي سمير أبو مدللة أن إضراب القيق وبقية الأسرى يمثل شكلاً جديداً من أشكال النضال والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب شباب وشابات الانتفاضة الذين يتسلحون ببرنامج المقاومة الموحد.