أعلن الأمين العام التنفيذي لمجموعة العمل المالي (غافي) ديفيد لويس أن مكافحة تمويل الإرهاب «بدأت تؤتي ثمارها، بعدما اتخذت 50 بلداً اجراءات لتعديل قوانينها منذ تشرين الثاني (نوفمبر)، كما أبدت إيران نيتها مناقشة الأمر. وقال لويس قبل بضعة أيام من اجتماع يعقده وزراء مال مجموعة الدول العشرين في شنغهاي لعرض التقدم في مكافحة تمويل الإرهاب، وهو ما طلبته المجموعة من «غافي» غداة اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي: «لاحظنا ان البلدان تتحرك سريعاً جداً للتأكد من عدم ادراجها على اللائحة السوداء لمجموعة العشرين التي تضم الدول غير المتعاونة على صعيد تبييض الأموال وتمويل الارهاب». وأضاف: «يعمل هذا النظام في شكل فاعل جداً، علماً اننا نمنح البلدان فرصة سد ثغراتها سريعاً ونتفق معها على تحديد خطة تحرك وجدول زمني، ولا ندرجها على اللائحة إلا إذا عجزت عن الوفاء بالتزاماتها». حتى ان ايران بدأت تتحرك، بعدما رفضت لحقبة طويلة اي تعاون مع المجموعة على غرار كوريا الشمالية. وسنطلق محادثات معها قريباً». وأشار لويس الى أن 36 بلداً دانت شخصاً على الأقل بتهمة تمويل الارهاب، فيما فرضت 40 عقوبة محددة الهدف، مستدركاً ان «استخدام هذه الأدوات ادنى مما يجب في مواجهة التهديد. كما هناك تأخير في العقوبات المحددة الهدف، إذ إن تجميد حساب مالي قد يستغرق بين يومين وشهر». وأسف لويس لردود فعل متأخرة «لا تنسجم مع عالم يمكن ان تحوّل فيه اموال عبر الانترنت خلال بضع ثوانٍ»، مؤكداً ان المنظمة ستركز على البلدان «التي تتأخر في تجميد الأصول، علماًً اننا لاحظنا ان طبيعة التمويل وحجمه تغيرا مع نشوء تنظيم داعش الذي يجني غالبية عائداته من اراضٍ يسيطر عليها، خصوصاً عبر النفط. وخلال الجمعية العامة لمجموعة غافي التي عقدت الأسبوع الماضي في باريس، قررت الدول الأعضاء ال35 «تحديث الاستراتيجية وتعزيزها في مواجهة الارهاب، خصوصاً على صعيد محاولة تحسين العلاقات بين مختلف وكالات الاستخبارات والسلطات». وفي البوسنة، دعا المفتي حسين كافازوفيتش السلطات الى التدخل، بعدما هدد شخص أكد انه من «داعش» في شريط فيديو بقتله في إحدى ساحات العاصمة سراييفو، وإعلانه ان «المجاهدين قادمون الى البوسنة». ونشر مكتب المفتي الذي ندد بعد اعتداءات باريس بالتشدد الاسلامي في البلاد، بياناً أفاد بأن «مسلمي البوسنة يتعاملون بجدية كبيرة مع التهديدات»، فيما أعلن وزير الأمن الداخلي دراغان مكتيتش ان السلطات تتابع القضية عن كثب، وقال: «سنعزز حماية المفتي الذي تلقى تهديداً جدياً». وأفادت قناة «اف تي في» الرسمية بأن مطلق التهديد هو مواطن يدعى امير سليموفيتش غادر البلاد عام 2014 للانضمام الى الجهاديين في سورية. وبعد خمسة ايام على هجمات باريس قتِل اسلامي محلي برشاش عسكريَين بوسنيين اثنين في سراييفو. وفي كانون الأول (ديسمبر)، أعلن مجمع مفتي البوسنة العمل لضم نحو 60 مكان عبادة «غير شرعي» الى البنى الرسمية الخاصة بمسلمي البلاد، مشيراً الى انها تجذب المتشددين وتستخدم لتجنيد مقاتلين. وأفادت السلطات بأن حوالى 200 بوسني انضموا الى جماعات جهادية في سورية والعراق، مرجحة مقتل 26 منهم على الأقل وعودة حوالى 50 الى البلاد. في ايطاليا، حدد القضاء 13 نيسان (أبريل) موعداً لمحاكمة ماريا جيوليو سيرجيو التي اعتنقت الإسلام ويعتقد بأنها انضمت برفقة زوجها الألباني الى متشددي «داعش» في سورية. وأصدر الادعاء العام في ميلانو مذكرة اعتقال في حق الزوجين وثمانية آخرين في تموز (يوليو) بتهمة التورط في تخطيط نشاطات متشددة. وصعدت إيطاليا، على غرار دول اوروبية كثيرة، مراقبتها لمشبوهين في تأييدهم المتشددين الإسلاميين في سورية والعراق، في وقت بدأ أوروبيون السفر الى المنطقة للقتال. ويشتبه الإدعاء بأن سيرجيو أقنعت افراداً في أسرتها، في محادثاتها أجرتها معهم عبر موقع «سكايب» بأن يحاربوا في صفوف المتشددين وينضموا إليها في سورية. ويتعين على والد سيرجيو الموضوع قيد الإقامة الجبرية في منزله في إيطاليا ووالدة زوجها وامرأة كندية المثول للمحاكمة، علماً ان لا يُعلم مكان وجود الشخصين الأخيرين. وحكم على شقيقتها الكبيرة بالسجن خمسة أعوام وأربعة أشهر بعدما اختارت الخضوع لمحاكمة عاجلة. في فرنسا، اعتقلت السلطات معلماً يهودياً زعم في كانون الأول (ديسمبر) ان 3 جهاديين من «داعش» ضربوه في منزله بمرسيليا (جنوب)، واتهمته بالكذب على الشرطة. وكان مدرساً في روضة للأطفال أخضع لفحوص طبية نفسية نهاية العام الماضي، بعدما أقرّ بأنه كذب في شأن هجوم استهدفه داخل غرفة تدريس في اوبرفيلييه (شمال شرق).