وافق البرلمان الفرنسي على تمديد حال الطوارئ لمدة ثلاثة اشهر، والتي كانت أُعلنت بموجب مرسوم رئاسي غداة اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 التي أوقعت 129 قتيلاً وأكثر من 350 جريحاً. ويلحظ القانون أيضاً توسيع نظام الإقامة الجبرية ليشمل أي شخص يعتبر تصرفه مشبوهاً، وقد يشكل تهديداً للأمن والنظام العام، وحل مجموعات وجمعيات متطرفة تشارك في أعمال تمس بالأمن العام، وتسهلها أو تحرض عليها، في وقت تتكثف الدعوات لإغلاق المساجد وأماكن العبادة التي يتواجد فيها متشددون وطرد الأئمة الأجانب المتطرفين. كما يسمح بحمل الشرطيين مسدساتهم في غير نوبات العمل «لحماية أنفسهم والناس في الأماكن العامة». واليوم سيوافق وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي على مسودة وثيقة تدعو إلى تشديد عمليات الفحص على الحدود الخارجية لدول منطقة شينغن التي يتنقل فيها سكان الاتحاد بلا جوازات سفر، من أجل تعزيز الأمن بعد اعتداءات باريس. وتعكس الوثيقة رغبة فرنسا في تشديد القيود على الحدود الخارجية لمنطقة شينغن التي تضم 26 دولة، علماً أن حرس الحدود لا يجري حالياً إلا فحصاً بصرياً لجوازات سفر الاتحاد الأوروبي لدى دخول مواطنيه منطقة شينغن أو الخروج منها. أما الاقتراح الجديد فسيشدد القيود لمراجعة الوثائق استناداً إلى البيانات الجنائية والأمنية. وكانت الشرطة الدولية «إنتربول» أعلنت تحديد هوية 5800 من أصل حوالى 25 ألف جهادي أجنبي انضموا إلى المجموعات الجهادية في دول مثل سورية والعراق. وطالب مديرها جورجن ستوك خلال مؤتمر حول مكافحة الإرهاب في مدينة إشبيلية الإسبانية بمزيد من التعاون بين الدول في هذا المجال. مقتل أبا عود وغداة العملية التي استهدفت البلجيكي عبد الحميد أباعود، العقل المدبر المفترض للاعتداءات، وأدت الى مقتله مع قريبة له تدعى حسنة آيت بلحسن (من مواليد المغرب) فجرت نفسها خلال دهم شقة تواجدا فيها في ضاحية سان دوني شمال باريس، أورد تقرير لأجهزة الاستخبارات الأميركية أن اسم أباعود ورد في تقرير غير مصنف سرياً أصدرته في أيار (مايو) الماضي، وحذر من هجوم محتمل يدبره تنظيم «داعش» في أوروبا. وأشار التقرير إلى فرضية محاولة أباعود إشاعة نبأ مقتله في سورية نهاية 2014 كي تخفف السلطات البلجيكية جهود البحث عنه، علماً أنها كانت نفذت عملية واسعة لمكافحة الإرهاب في مدن عدة، خصوصاً فيرفييه (شرق)، بعد الهجوم على مقر صحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة ومتجر يهودي في باريس مطلع كانون الثاني، وقتلت جهاديَّيْن ضمن مجموعة عاد بعض أعضائها من سورية، وكانوا يخططون لشن اعتداءات وشيكة. وأشار التقرير الأميركي إلى أن إحباط اعتداءات بلجيكا أظهر تزايد القدرة العملانية للمجموعة الجهادية التي نسق أباعود عملياتها من أثينا باستخدام هاتفه الخليوي. وأظهر رسم بياني أرفق بالتقرير أسهماً تربط بين سورية وأثيناوبلجيكا، الطريق التي سلكها جهاديون استهدفتهم عملية مكافحة الإرهاب في كانون الثاني. أما العامل المهم الآخر المرتبط باعتداءات باريس، فهو استخلاص الاستخبارات الأميركية أن «المنفذين الأكثر احتمالاً لاعتداءات مستقبلية منسقة في الغرب سيكونون مقاتلين أجانب عادوا من مناطق نزاع لديهم وسائل لتعبئة متطرفين عنيفين في بلادهم». ومع مواصلة أجهزة الأمن البلجيكية حملة ملاحقة صلاح عبدالسلام الذي يشتبه في مشاركته باعتداءات باريس مع شقيقه إبراهيم عبدالسلام الذي فجر نفسه في مسرح «باتاكلان»، اعتقلت الشرطة شخصاً في عملية دهم نفذتها شمال بروكسيل، كما أوقفت شخصاً آخر بعد دهم ستة عناوين في أحياء مختلفة بالعاصمة بروكسيل بينها مولنبيك سان جان وجيت وأوكلي، في إطار تحقيق بدأ مطلع العام ويتعلق ببلال الحدفي، أحد انتحاريي اعتداءات باريس، الذي أقام في بلجيكا. وليل الأربعاء، طعن ثلاثة مؤيدين ل«داعش» بسكين أستاذ تاريخ في مدرسة يهودية بمرسيليا (جنوب)، وأطلقوا صيحات «معادية للسامية»، ثم فروا فور وصول دورية للشرطة التي نشرت قوة كبيرة للعثور عليهم. وكان أستاذ التاريخ الذي يعتمر قلنسوة يخرج من مركز يهودي يضم مدرسة وكنيساً حين هوجم، علماً ان هجوماً بسكين استهدف حاخاماً في المدينة قبل أسابيع. وفي إطار أجواء التوتر الأمني السائدة في أوروبا بعد اعتداءات باريس،، قالت شركة طيران «سمول بلانيت إرلاينز» البولندية إن تهديداً بوجود قنبلة تبين أنه خدعة أجبر طائرة ركاب على تغيير مسارها من وارسو إلى مصر لتهبط اضطراريا في مدينة بورغاس البلغارية المطلة على البحر الأسود. وأجلي جميع ركاب الطائرة وطاقمها، وعددهم 161. وفي البوسنة، قتل مجهول برصاص سلاح رشاش جنديين قرب ثكنة في سراييفو، ولاذ بالفرار، فيما لم تستبعد الشرطة التي حاصرته في حي باريس أن يكون إسلامياً. وفي السويد، حددت الشرطة هوية مشبوه في إطار حملة أمنية بدأت بعدما رفعت البلاد تقويمها لخطر الإرهاب إلى أعلى مستوى، وشددت إجراءات الأمن حول أهداف محتملة مثل محطات السكك الحديد الرئيسة والبرلمان. ووزع الجهاز صور مطر مثنى ماجد الملتحي في أنحاء البلاد. وأفاد تلفزيون «إس في تي» بأن المشبوه من أصول عراقية، ويبلغ 25 من العمر. وذكرت صحيفة «إكسبرسن» الشعبية أن ماجد عضو في «داعش». تحركات روسية على صعيد آخر، أفادت وكالة الإعلام الروسية بأن مسؤولين عسكريين روساً وفرنسيين ناقشوا في اتصال هاتفي الجهود المشتركة لمحاربة «داعش» في سورية، حيث كثف سلاح الجو الفرنسي غاراته بعد اعتداءات باريس، وقرر إرسال حاملة الطائرات «شارل ديغول» إلى منطقة الشرق الأوسط لدعم العمليات. وقدمت روسيا إلى مجلس الأمن صيغة جديدة لمشروع قرار حول محاربة الإرهاب قدمته نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي، موضحة أنه «يزيد التركيز على التصدي لداعش»، في وقت تواصل فرنسا صوغ نص وصفه السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين بأنه «غير منافس لنص بلاده، مع إمكان جمعهما في مشروع واحد». وتوقعت روسيا أن يوافق مجلس الأمن على النص بحلول نهاية الأسبوع. الى ذلك، حجب تطبيق «تلغرام» للرسائل الفورية الذي أنشأته شركة روسية للإنترنت، 78 حساباً مرتبطاً ب «داعش»، وقال التطبيق على صفحته: «أزعجنا أن نعلم أن داعش يستخدم قنوات تلغرام العامة لنشر دعايته». ويقول تطبيق «تلغرام» المجاني الذي أطلق عام 2013، إنه يوفر «طريقة آمنة للاتصالات في أي مكان من الكرة الأرضية»، وينتقد عمالقة الإنترنت «فايسبوك» و«غوغل» على موقعه لنقله بيانات خاصة إلى أطراف ثالثة. وطبقاً لمعهد بحوث الإعلام في الشرق الأوسط يزداد انتشار التطبيق بين الجماعات الجهادية، حيث أنشأ «داعش» وتنظيم «القاعدة» العديد من القنوات عليه.