اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، أن بلاده تواجه «هجمة إرهابية لا مثيل لها عالمياً في التاريخ الحديث»، منذ تموز (يوليو) الماضي، حين شنّت قوات الأمن التركية حملة عسكرية واسعة على «حزب العمال الكردستاني» في جنوب شرقي البلاد الذي تقطنه غالبية كردية. وأشار إلى أن هذه «الهجمة» أسفرت عن «استشهاد أكثر من 300 من قواتنا الأمنية»، وزاد: «فقدنا أكثر من 200 من مواطنينا في هجمات انتحارية استهدفت مدننا في شانلي أورفا وديار بكر وإسطنبول وأنقرة». تصريحات أردوغان أتت بعد ساعات على إعلان مقتل تسعة من مسلحي «الكردستاني»، في قصف مروحيات عسكرية تركية مجموعة كانت تسافر عبر منطقة جبلية في اتجاه إديل في إقليم شرناق المحاذي لسورية. وكانت أنحاء من إديل خضعت لحظر تجوّل على مدار الساعة الأسبوع الماضي، في إطار العمليات الأمنية ضد «الكردستاني». وأقرّت السلطات التركية بأن تحاليل الحمض النووي أظهرت أن منفذ هجوم أنقرة الذي أوقع 29 قتيلاً الأسبوع الماضي، هو تركي كردي يُدعى عبد الباقي سومر، وُلد في مدينة فان، وليس سورياً كردياً يُدعى صالح نصار وُلد في محافظة الحسكة وينتمي إلى «وحدات حماية الشعب»، كما أعلنت الحكومة. وكانت حركة «صقور حرية كردستان» المقرّبة من «الكردستاني»، والتي تبنّت الهجوم، أعلنت أن منفذه هو عبد الباقي سومر. وأوقفت السلطات عشرة أشخاص، بينهم والد سومر وشقيقه، خلال مجلس عزاء أُقيم له في فان. واعتبر نعمان كورتولموش، نائب رئيس الوزراء التركي، أن كون المفجّر تركياً لا سورياً، «لا يغيّر شيئاً في القضية، التي تبقى اعتداءً ارتُكب بالتعاون بين حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب».