شاءت الأقدار أن ينتقل السويسري من أصل إيطالي غاني إنفانتينو من لعب دور الرجل المساعد للفرنسي ميشال بلاتيني في رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى مرشح «القارة العجوز» لرئاسة «فيفا» في الانتخابات المقررة غداً (الجمعة) في زيوريخ. وكان ينظر إلى بلاتيني على أنه أقوى المرشحين لخلافة السويسري الآخر جوزيف بلاتر في رئاسة «فيفا»، بعد أن اضطر الأخير إلى وضع استقالته بتصرف الجمعية العمومية وذلك بعد أربعة أيام فقط على فوزه بولاية خامسة على التوالي، إثر الضغوط الهائلة عليه نتيجة فضائح الفساد التي ضربت الاتحاد الدولي. لكن بلاتيني أوقف مع بلاتر من لجنة الأخلاق في «فيفا» لمدة ثماني سنوات نتيجة دفعة «مشبوهة» تلقاها الأول من الثاني عام 2011 عن عمل استشاري قام به الفرنسي لمصلحة «فيفا» بين 1999 و2002 بعقد شفهي. ولجأ الاتحاد الأوروبي في اليوم الأخير لإقفال باب الترشيحات لرئاسة «فيفا» في 26 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي إلى ترشيح أمينه العام في خطوة احتياطية للإبقاء على مرشح أوروبي للرئاسة، إذ كان بلاتيني في حينها يواجه إيقافاً موقتاً لمدة 90 يوماً قبل أن تفرض لجنة الأخلاق عقوبة الإيقاف لثماني سنوات. وأكد الاتحاد الأوروبي لدى ترشيح إنفانتينو: «نعتقد أن غاني إنفانتينو يملك المؤهلات المطلوبة للتصدي للتحديات الكبيرة وقيادة فيفا على طريق الإصلاح لاستعادة نزاهته وصدقيته. هو يعلم أن لديه دعمنا الكامل في حملته ليكون رئيساً لفيفا». ويعتبر إنفانتينو من المرشحين البارزين لخلافة بلاتر، إذ فضلاً عن دعم القارة الأوروبية، حصل حتى الآن على دعم أميركا الجنوبية (10 أصوات)، ومنطقة وسط أميركا (7 أصوات). السويسري الذي كان يشتهر دائماً في حفلات سحب قرعة المباريات الأوروبية، ركز في برنامجه على الإصلاح كما سائر المرشحين بقوله ل«فرانس برس» في تصريح سابق: «الإصلاحات.. ليست بحاجة إلى أن يتم الاتفاق عليها، بل إلى تطبيقها أيضاً». وتابع: «وبالتالي فإنه من اليوم الأول، أي في 27 شباط (فبراير)، عليك أن تبدأ تطبيق الإصلاحات، ومن خلال القيام بذلك بشكل يومي في الاتحاد الأوروبي أعرف ماذا يعني ذلك.. الإدارة الجيدة، الشفافية المالية وهيكلية التغييرات التي يتم اقتراحها». وأوضح أيضاً: «ستكون هناك إصلاحات وسيحصل تغيير في القيادة، ولكنه الوقت المناسب، لأنني أعتقد فعلاً بأنه من المهم عندما تتحدث عن فيفا أن تتكلم مجدداً عن كرة القدم، وليس فقط عن كل الأمور التي للأسف تصدرت العناوين في الفترة الأخيرة». كما أطلق وعوداً بمنح الاتحادات الوطنية الأعضاء مبالغ تصل إلى 5 ملايين يورو في فترة ولايته لأربع سنوات في حال انتخابه. وكشف المحامي السويسري عن رغبته بتعيين مزيج من النساء وغير الأوروبيين في المنظمة الغارقة في الفساد، وأيضاً عن تعيين أمين عام ل«فيفا» من خارج القارة الأوروبية. وانحدر آخر 10 أمناء عامين في الاتحاد الدولي، من بينهم بلاتر، من غرب القارة الأوروبية، ويرى إنفانتينو أن شخصاً من خلفية مختلفة قد يمنح بداية واعدة في أروقة الاتحاد الدولي: «يتعلق الأمر بانفتاح فيفا، شفافيتها، يجب أن يتضمن فيفا مزيداً من النساء ومدراء تنفيذيين من مختلف أنحاء العالم وليس فقط من سويسرا وألمانيا وفرنسا». ولد إنفانتينو في 23 آذار (مارس) 1970 في بريغ السويسرية، ويتولى منصب أمين عام الاتحاد الأوروبي منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2009، وهو بدأ العمل مع الاتحاد الأوروبي في آب (أغسطس) 2000 في الشؤون القانونية. ودرس إنفانتينو القانون في سويسرا، ويتقن خمس لغات بطلاقة هي الإيطالية والفرنسية والألمانية والإنكليزية والإسبانية. وقبل انضمامه إلى الاتحاد الأوروبي، كان أميناً عام للمركز الدولي للدراسات الرياضية، كما عمل مستشاراً لهيئات رياضية عدة في إيطاليا وإسبانيا وسويسرا.