دشّن عدد من المثقفين السودانيين قبل أيام في إسطنبول مشروعاً للنشر والإنتاج الإعلامي، ويتكون المشروع الذي يطمح إلى التوسع والنشر لقائمة طويلة من الأسماء المهمة، من عدد من الأقسام، أولها: توتيل للنشر: وهي دار نشر لديها الآن حوالى 80 عنواناً للنشر، تم إصدار 14 عنواناً منها والبقية قيد المراجعة. وتركز الدار في استراتيجيتها على إخراج أعمال منطقة هامش (أو ظل) الثقافة العربية (السودان، إريتريا، تشاد، جيبوتي، مالي، ليبيا، موريتانيا، الصحراء إلى تخوم المغرب) إلى قلب المشهد الثقافي العالمي، من دون إهمال المنتج الإبداعي من المناطق الراسخة في مجال النشر، وذلك لأن الناشر في منطقة الهامش، إن وجد، كما يقول مدير المشروع، فهو ينشر محلياً ويقتل الإنتاج الإبداعي مرتين، مرة بالإخراج السيئ والإجحاف في حقوق المؤلف، ومرة بالنشر المحلي البدائي والتوزيع باليد. وقسم مكتبة توتيل العربية: المكتبة العربية الشاملة الوحيدة في إسطنبول، ولها شراكات مع دور النشر العربية الكبيرة مثل الفارابي والمؤسسة العربية للدراسات والنشر ورياض الريس والساقي. وقسم توتيل للإنتاج الإعلامي: تُعنى بإنتاج الأفلام الوثائقية القصيرة، وتعمل على بناء شراكات مع الفضائيات العربية وغير العربية وكذلك مع الشركات الفنية «التقنية» الكبيرة في تركيا، إضافة إلى وكالات الأنباء. ويتكون المشروع أيضاً من مدرسة توتيل العربية: هي مركز لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وخصوصاً الأتراك. وللمشروع، الذي تأسس كشركة تابعة لمجموعة توتيل للاستشارات الدولية، التي أسسها إصرار إبراهيم توتيل في تركيا منذ 10 سنوات، أنشطة ثقافية مصاحبة كمعرض التشكيل الدائم، ندوة توتيل لملتقى الثقافات (ندوة راتبة)، مشروع الكاتب المقيم، مشروع القارئ الصغير (للطفل)، ومعرض الكتاب الذي سننظمه سنوياً في إسطنبول. ولاحظ مؤسسو «دار توتيل للنشر والإنتاج الإعلامي» انفراد الاقتصاد والسياسة بساحة الحراك والفعل العربي في تركيا، «في حين غابت الثقافة والفنون ووسائل نقل وتبادل المعرفة والتواصل، بين شعوب يؤلف بينها التاريخ، والجغرافيا، والدين، والثقافة والتقاليد. ومع الإقرار بأهمية الاقتصاد والسياسة في معادلات العلاقات الدولية والإقليمية، غير أن الأول مشروط بقوانين العرض والطلب، في حين تخضع الثانية لموازين المصالح، آنيةً كانت أم بعيدة المدى. أما المعرفة والعلم والثقافة والفنون، ووسائل وأدوات نقلها وتوصيلها فهي – بطبيعتها - عابرة للحدود، لا يلائمها لجام ولا تحبسها القيود، وحتى حين تتضافر أنياب الاقتصاد وأظافر السياسة، لتحصر الإبداع المعرفي ثقافةً، وفناً، وعلوماً ووسائل اتصال، ضمن إطار ساحتها الضيقة – كما هو حالنا الآن - فإنه، أي الإبداع، يفتِّق تجليات اسمه فعلاً ويبرع في كسر القيود وعبور الحدود، المرسومة والمجردة منها». وحضر حفلة الافتتاح مدير الثقافة في إسطنبول وعدد من المبدعين والمفكرين والمثقفين العرب، ومنهم: الكاتب والمفكر السوداني الدكتور الشفيع خضر، والمفكر والناقد الفلسطيني عبدالرحمن بسيسو، والناشرة اللبنانية المتخصصة في أدب الأطفال وصاحبة مشروع «القارئ الصغير» رانيا زغير، والناشطة الإرتيرية زينب محمد علي، والكاتب والصحافي السوداني قصي سليم، والمفكر والكاتب السوري يس الحاج صالح، والشاعر السوري نوري الجرّاح، والشاعر السوداني محمد طه القدَّال، والنحّات والروائي السوري عاصم الباشا، والفنّان التشكيلي السوداني عبدالله محمد الطيب، والكاتب والناشر ماهر كيالي، والناشط علي عجب المحامي. واستمرت فعاليات الافتتاح أسبوعاً اشتمل على ندوات ومحاضرات وقراءات شعرية ومعرض تشكيلي وتوقيعات كتب من إصدارات توتيل للنشر.