اختتم الرئيس الصيني شي جينبينغ أمس، زيارة دولة لفرنسا أبرم خلال الجانبان 50 عقداً تجارية قيمتها 18 بليون يورو. وأقام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عشاءً على شرف ضيفه الصيني، في قصر فرساي حيث زارا قاعة المرايا الشهيرة وحضرا احتفالاً في دار الأوبرا الملكية شمل موسيقى تقليدية ومعاصرة صينية وفرنسية. وألقى شي جينبينغ خطاباً في مقر منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، كما قال بعد محادثات مع مديرة الوكالة إرينا بوكوفا ان «الإنسانية تريد زرع السلام عن طريق المبادلات الثقافية»، علماً أن زوجته المغنية المعروفة بينغ ليوان عُيِّنت مبعوثة خاصة ل «يونيسكو» للترويج لتعليم الفتيات والنساء. وكانت باريس وبكين أبرمتا الأربعاء عقوداً تجارية قيمتها 18 بليون دولار، بينها طلبية صينية لشراء 70 طائرة من طراز «آرباص» قيمتها 7 بلايين يورو وإنتاجاً مشتركاً لألف مروحية بين الشركة الأوروبية والشركة الصينية «افيكوبتر» ومساهمة الدولة الفرنسية وشركة السيارات الصينية «دونغ فينغ» في رأس مال مجموعة «بيجو سيتروين» الفرنسية للسيارات. وقال هولاند لدى لقائه شي في قصر الاليزيه: «على صعيد العلاقات الثنائية نقيم علاقات ممتازة، ولو كان لدينا واجب في ما يخصنا يقضي بإعادة التوازن للتجارة الخارجية بين بلدينا». وشهدت العلاقات التجارية عام 2013 عجزاً قيمته 26 بليون يورو لباريس، أي نحو 40 في المئة من إجمالي عجز التجارة الخارجية الفرنسية. وأضاف هولاند ان «عقوداً قيمتها 18 بليون يورو تعني إيجاد وظائف»، لكن صحيفة «ليبراسيون» قلّلت من أهمية هذه العقود بالنسبة إلى سوق العمل في فرنسا، مشيرة إلى ان غالبيتها «سيُنفذ على الأراضي الصينية». وأشار الرئيس الفرنسي الى تقارب وجهات النظر بين البلدين في ملفات دولية، مثل سورية وإيران والشرق الأوسط وأوكرانيا. وفي إشارة الى ضم روسيا شبه جزيرة القرم، قال هولاند ان باريس وبكين «أرادتا ألا يكون القرن الحادي والعشرين قرن نزاعات انفصالية وعمليات ضم». وذكّر ب «مسألة حقوق الإنسان التي تتمسك بها فرنسا»، علماً أن منظمة «مراسلون بلا حدود» نظمت احتجاجاً في باريس ونشرت أمام برج ايفل صورة عملاقة للرئيس الصيني كُتب عليها «في غياب حرية الصحافة ليست هناك سلطة مضادة». في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الصينية أن بكين ستعزّز أمنها الإلكتروني، بعد تقارير أفادت باختراق وكالة الأمن القومي الأميركي أجهزة خوادم في مقرّ شركة «هواوي» الصينية لتكنولوجيا الاتصالات. واعتبر ناطق باسم الوزارة أن هذه التقارير «تفضح رياء الولاياتالمتحدة وحكمها الاستبدادي».