تعرض تنظيم «داعش» لهزيمة كبيرة أمس، إذ خسر ثلاث بلدات في الرمادي تمثل شرياناً مهماً لإمداداته شرق الأنبار، وضاق الخناق عليه في الفلوجة، حيث يستعد الجيش لتحريرها، فيما أكد محافظ نينوى استمرار نشر آلاف الجنود في قاعدة مخمور، قرب الموصل، في إطار التحضير لمعركة أخرى، بمشاركة العشائر و «البيشمركة» الكردية. (للمزيد) وأعلنت «خلية الإعلام الحربي» في بيان أمس، «تحرير مناطق شرق الرمادي بالكامل». وأوضحت أن «العمليات أسفرت عن استعادة مناطق السجارية وجويبة وحصيبة الشرقية والمناطق المحيطة بها، وتم فتح طريق الرمادي- بغداد عبر الخالدية». وقال عبد المجيد الفهداوي، أحد شيوخ العشائر ل «الحياة»، إن «الرمادي أصبحت محررة بالكامل، وتم تأمينها من هجمات داعش، وقد تعرض التنظيم لضربة قاصمة بقطع إمداداته إلى جزيرة الخالدية التي يتخذها قاعدة اتصال». وأشار إلى أن «سيطرة الجيش على طريق بغداد- الرمادي عزل الجزيرة عن الفلوجة»، ورجح أن «لا يقاتل التنظيم في هذا الموقع». وزاد أن «أزمة إنسانية تواجه الرمادي حالياً، فقد جرى إجلاء مئات العائلات التي نقلها الجيش والحشد العشائري إلى مناطق آمنة في الحبانية وعامرية الفلوجة، وهناك حاجة إلى إنشاء خيم ومستلزمات غذائية وطبية بشكل عاجل». إلى ذلك، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في بيان أمس، أن قواته «بدأت إجلاء 1500 مدني غالبيتهم من النساء والأطفال كان يحاصرهم داعش في منطقة حصيبة الشرقية». وأضاف أن «قوات الأمن حرصت خلال تقدمها على سلامة المدنيين، وتم إجلاؤهم على رغم تحرير المنطقة، إلى حين تطهيرها من العبوات الناسفة والمتفجرات والبحث عن عناصر التنظيم المختبئين». من جهة أخرى، قال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار راجع العيساوي ل «الحياة»، إن «الهدف المقبل لقوات الأمن هو تحرير الفلوجة»، ورجح أن تطول المعركة «بعض الوقت لأنها ستكون مختلفة عن تكتيكات معركة الرمادي». وأضاف أن «داعش يستغل الحصار الذي يفرضه الجيش على المدينة لاستغلال معاناة الأهالي، كما أنه اتخذ إجراءات دفاعية تحسباً للهجوم». والفلوجة أولى المدن التي سيطر عليها «داعش» في العراق وأقربها الى بغداد، وهي آخر مدينة يسيطر عليها شرق الأنبار، وفي حال خسرها سينكفئ إلى البلدات الحدودية مع سورية والأردن، مثل راوة وعانة والرطبة والقائم، وهي مناطق صحراوية وعرة. وحذر محمد الجميلي، وهو أحد شيوخ عشائر الفلوجة، من استخدام التنظيم «أساليب غير تقليدية لمواجهة قوات الأمن، منها تكرار استخدام سلاح المياه عبر إغلاق بوابات سد النعيمية، جنوبالمدينة، وإغراق المناطق المحيطة بها، مثل قرى زوبع وإبراهيم بن علي، وصولاً إلى التاجي وأبو غريب، شمال بغداد وغربها». على صعيد آخر، أكد محافظ نينوى نوفل حمادي وصول آلاف الجنود إلى قاعدة عسكرية في قضاء مخمور استعداداً لتحرير الموصل، مشيراً إلى أن المعركة ستكون بمشاركة الجيش و «البيشمركة» ومقاتلي «الحشد العشائري». وأوضح في اتصال مع «الحياة»، أن «الفرقة 15 واللواء الأول في الجيش وصلا إلى قاطع مخمور، قرب الموصل، استعداداً لمعركة تحرير المدينة»، وأشار إلى أن «الحكومة المركزية سترسل خلال الأيام القليلة المقبلة لواءين آخرين»، وعن القطعات العسكرية المشاركة في المعركة، قال أن «قوات الجيش والبيشمركة ومتطوعي الحشد العشائري مدعومة بالطيران الجوي سيشارك في تحرير الموصل»، ولفت إلى أن «الاستعدادات جارية لدعم متطوعي الحشد العشائري عبر تكثيف التدريبات وزيادة عديدهم بضم متطوعين جدد إليه من جميع مكونات محافظة نينوى»، ونفى أن «يكون تحديد ساعة الصفر في يد الجانب الأميركي»، وأكد أن «القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي هو فقط من يحدد موعد انطلاق العملية، كما أن جميع القوات المشاركة ستعمل تحت إمرته».