دعت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أمس، القادة الأوروبيين إلى عمل «مشترك» في شأن أزمة المهاجرين خلال قمتهم التي تعقد الخميس والجمعة، فيما تثير سياسة الانفتاح الألمانية في هذه القضية مزيداً من الانتقادات. وقالت مركل في مؤتمر صحافي في برلين: «يجب أولاً اتخاذ موقف مشترك»، خصوصاً حول مسألة معرفة «كيف نريد حماية حدودنا الخارجية» في مواجهة تدفق اللاجئين. وتأتي تصريحات مركل قبل القمة الأوروبية التي تعقد الخميس والجمعة في بروكسيل. وقال جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية لمجلة «بيلد» الألمانية إن أوروبا تحرز تقدماً في التعامل مع أزمة المهاجرين، وأشاد بالمستشارة الألمانية لالتزامها بسياسات بعيدة النظر في مواجهة الانتقادات. وتابع يونكر في حديث نشر قبل يوم من قمة مرتقبة للزعماء في شأن أزمة المهاجرين واتفاق إصلاح للإبقاء على بريطانيا داخل الاتحاد الذي يضم 28 دولة، إن التاريخ سيثبت أن مركل على حق وسياستها في شأن اللاجئين صحيحة. وتبدو مركل منعزلة في شكل متزايد بسبب مطالبها بتوزيع عادل للمهاجرين على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ولتأكيدها على تعاون تركيا لوقف تدفق المهاجرين الواصلين إلى أوروبا. وقال يونكر للصحيفة إن عدداً من الخطوات المنفردة سيكون له أثر مجمع على الأزمة. وتابع: «نحن على الأقل نشهد بوادر التقدم». وأضاف أن عدد المهاجرين الواصلين إلى اليونان من تركيا يتراجع. لكنه قال إن الأمر سيتطلب وقتاً «ليظهر أثر كل الإجراءات التي اتفقنا عليها في الأسابيع والأشهر الماضية في أوروبا». وقال إن مهمة رئيس الحكومة مساندة السياسات حتى تحت الضغوط، وأشار إلى أن مركل ستتغلب على كل منتقديها. وأكد أن «سياسات الهجرة الأوروبية التي ننتهجها هي وأنا، هي التي ستسود. من القوة السياسية أن نقول نحن نستطيع ذلك. أي شيء آخر هو إذعان لآراء تلقى صدى شعبيا». وأظهرت استطلاعات رأي تراجع شعبية مركل في ألمانيا بسبب تعاملها مع الأزمة، على رغم أن كتلتها المحافظة ما زالت هي الأكبر. وتواجه مركل كذلك انقسامات عميقة داخل ائتلافها. وشبه يونكر تصميم مركل على المضي قدماً في سياساتها بالمستشار هيلموت كول الذي أصر على المضي قدماً في توحيد ألمانيا بعد سقوط حائط برلين عام 1989. وقال: «أفكر قبل كل شيء في سياسة التوحيد بعيدة النظر لهيلموت كول. التاريخ أثبت أنه كان على حق وسيثبت أن مركل على حق». وتستقبل المستشارة الألمانية ونظيرها النمسوي فيرنر فايمان اليوم، قادة تسع دول أوروبية بينهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إضافة إلى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ورئيس المفوضية الأوروبية يونكر، في مقر الممثلية النمسوية لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسيل.