حظرت دول أفريقية عدة ارتداء البرقع احتذاءً بقرار الحكومة التشادية في حزيران (يونيو) الماضي، بعدما فجر انتحاريان احزمتهما الناسفة في العاصمة نجامينا مخلفين عشرات القتلى. ونشرت مجلة "إيكونومست" تقريراً السبت الماضي تحدثت فيه عن أسباب حظر ارتداء البرقع وحتى بيعه في دول أفريقية عدة، من بينها الكاميرونونيجيرياوالكونغو. وأوضحت المجلة أن ارتداء البرقع بات مخالفاً للقانون ويعرض مرتديته للسجن وفقاً لقرار الحكومة التشادية، والذي أعلن بعد يومين من التفجير الانتحاري الذي راح ضحيته أكثر من 30 شخصاً، بعد أشهر من ارسال قوات تشادية الى نيجيريا لمحاربة مقاتلي جماعة "بوكو حرام" المتطرفة. وبعد شهر أعلنت الكاميرون قراراً مشابهاً في منطقتها الشمالية بعد تفجير انتحاري نفذه أشخاص أخفوا وجوههم ببرقع ليشمل القرار بعدها خمساً من ولايات الكاميرون العشر، ومن بينها أكبر مدينتين. ومنعت الحكومة النيجيرية البرقع في مدينة ديفا جنوب البلاد، والتي استهدفت من قبل جماعة "بوكو حرام"، وقال رئيس نيجريا محمد بخاري العام الماضي أن الحظر قد يشمل الحجاب أيضاً في حال استمرت الهجمات. وأوضح التقرير أن قرار الحظر لم يقتصر على البلدان التي تعرضت الى هجمات إرهابية فحسب، بل انضمت إليها دولاً من بينها الكونغو التي في العام الماضي منعت ارتداء البرقع في الأماكن العامة "لمنع أي هجمات إرهابية"، إضافةً الى السنغال المعرضة لهجمات بحسب ما أعلنت جهات أمنية فرنسية. وعلى النقيض، ذكر التقرير أن غامبيا هي البلد الأفريقي الوحيد الذي فرض الحجاب على الموظفات الحكوميات، خصوصاً بعدما أعلن الرئيس يحيى جامع أخيراً أن غامبيا بلداً إسلامياً. وفي السنوات الأخيرة اتخذت دول أوروبية عدة من بينها فرنسا وبلجيكا قرارات منعت بموجبها ارتداء ما يغطي كامل الوجه، متعللةً بأن ذلك يساعد الإرهابيين على التنكر وخرق المبادئ التي تقوم عليها المثل الأوروبية مثل العلمانية والمساواة بين الرجل والمرأة. يُذكر أن غالبية التشاديين والنيجيريين وقرابة ثلث الكاميرونيين هم من المسلمين، لأن الإسلام توسع جنوب الصحراء الكبرى في القرن العاشر، والكثير من المسلمين في هذه المناطق هم من الصوفيين. وكان رئيس الوزراء التشادي كالزوبي فهيمي دودي قال في كلمة توجه بها إلى مواطنيه بعد اقرار الحظر، إنه "يجب التوقف عن إرتداء البرقع فوراً، ليس فقط في الأماكن العامة والمدارس بل في انحاء البلاد كافة"، داعياً القيادات الدينية الى نشر هذا الأمر في خطبهم وأماكن العبادة والمساجد. وأضاف أنه "صدرت أوامر لأجهزة الأمن في دخول الأسواق وجمع كل البراقع التي تباع وحرقها".