الرغبة التي أظهرها رئيس المجلس النيابي نبيه بري من اجل التقريب في وجهات النظر بين القوى الرئيسة في الانتخابات البلدية في صيدا، للتفاهم على لائحة ائتلافية، قالت مصادر مطلعة إنها يمكن أن تفتح ثغرة في الحائط المسدود أمام التوافق المتعثر، خصوصاً أن الأطراف الأساسية أخذت تتحضر لخوض الانتخابات على لائحتين متنافستين. وعلمت «الحياة» أن بري تطوع للقيام بجهد خاص لإعادة الاعتبار للائتلاف البلدي في صيدا برئاسة رجل الأعمال محمد السعودي بعد أن لمس تجاوباً من قبل رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب السابق أسامة سعد باعتباره واحداً من أبرز المعترضين على لائحة السعودي الائتلافية بذريعة أن التمثيل السياسي فيها غير متوازن وأن الأرجحية في اللائحة ل «تيار المستقبل» على رغم أنه كان وافق على الائتلاف. وبحسب المعلومات، فإن بري اتصل فور تبلغه من سعد موافقته على معاودة البحث في الائتلاف البلدي في صيدا، برئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مستفسراً منه عن أسباب انتكاسة التفاهم وفتح باب التحضير لمعركة بلدية قاسية. وقالت مصادر صيداوية ل «الحياة» إن الحريري وضع بري في صورة الاتصالات التي مهدت لإجماع كل الأطراف على التوافق في صيدا وكذلك في الأسباب التي أدت الى تراجعه. وأضافت المصادر أن الحريري أكد لبري أنه يدعو للتوافق في كل مكان، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بصيدا مسقطه، مشيرة الى ان الحريري اتصل برئيس الحكومة السابق رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة وبالنائب بهية الحريري لوضعهما في أجواء الاتصال الذي تلقاه من بري، وكان جوابهما أنهما لم يقفلا البال في وجه الائتلاف وكانا أول من رحبا به. ونقل الحريري الى بري ترحيبهما بأي جهد يقوم به لمصلحة تغليب الائتلاف على المعركة، ما شجع رئيس المجلس على القيام بمحاولة جديدة قبل فوات الأوان. كما أن رئيس اللائحة الائتلافية ليس بعيداً من موقف السنيورة والحريري وهو التقى لهذه الغاية كبار المسؤولين عن «الجماعة الإسلامية» في صيدا الذين عادوا للتواصل معه بعدما كانوا هددوا بالخروج من الائتلاف. كما التقى السعودي الرئيس الحالي لبلدية صيدا الدكتور عبدالرحمن البزري الذي كان التقى بوفد من «الجماعة» وسعد الذي قد يضطر الى مراجعة حساباته البلدية على الأقل تحالفاً في حال شعر بأن «الجماعة الإسلامية» ستمضي بالتحالف في لائحة السعودي إضافة الى أن البزري ليس متحمساً لمعركة بلدية. واجتمع وفد من الجماعة أول من أمس الى النائب بهية الحريري. ورجحت المصادر أن ينجح التواصل في إعادة الاعتبار لائتلاف عبر إدخال تعديل على بعض الأسماء ليكون في وسع سعد التراجع عن تهديده بخوض المعركة تحت عنوان ضمان التوازن في اللائحة. واجتمع السعودي أمس الى البزري وشكر «الذين يقومون بنقل الرسائل لإعادة الوفاق، بين الأطراف وإليه» آملاً ب «أن يعرضوا شيئاً ينفع المدينة ويجنبها معركة». وأشار الى أنه «إذا كان من عرض لأسماء جديدة فلن أقررها وحدي وحتى الآن لم يصلني شيء أستطيع البت به». وقال إنه سمع أن الجماعة الإسلامية عرضت أسماء (جديدة) والأطراف الأخرى كذلك، «وهذا يعني أن هناك مرشحين سيخرجون من اللائحة وهذا لا أقرره وحدي». وحين سئل عن فكرة مشاركة 4 من «التنظيم الناصري» و3 من «الجماعة الإسلامية» قال السعودي: «هذا يعني أننا عدنا للمحاصصة والجميع وعدنا بأن لا محاصصة وإذا تم ذلك أحمّل المسؤولية لجميع الأطراف». لكنه قال إن أعضاء اللائحة أبلغوه أنه «إذا كان هناك مصلحة في تجنيب صيدا معركة نضع ترشيحنا بيدك». وأوضح السعودي أنه «تعب ولست معتاداً على الأساليب السياسية وقالوا لي ماذا يريدون وصدقتهم لكنهم لم يعنوا ما قالوه»، لكنه أضاف: «لا أزال أقبل التحدي».