تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت على الرياض في ارتفاع أسعار أعلاف الماشية، نتيجة تلف كميات كبيرة منها وعدم صلاحيتها للاستهلاك وانخفاض جودتها، كما أدى فيضان مصب المجاري التابع لحي النظيم الذي اختلط بشاحنات الأعلاف الواقعة في منطقة الجنادرية إلى نفور الزبائن وعدم إقبالهم على الشراء. وقال أبو الفضل (أحد البائعين في سوق الأعلاف) إن الأمطار تسببت في إغراق 3 شاحنات كبيرة، واضطررت إلى نشر الحمولة تحت حرارة الشمس إلى أن تجف ثم بيعها مرة أخرى للزبائن، ولكن بقيمة منخفضة جداً. وأضاف في حديثه ل «الحياة» أنه يبيع «ربطة» برسيم الخرج المجفف الذي تأثر بمياه الأمطار بقيمة ريال واحد، في حين تبلغ نظيرتها التي لم تتأثر بالأمطار سعر 13 ريالاً، موضحاً أن كل الأعلاف لا تتضرر بالماء، مثل التبن الذي يعاد استخدامه بعد تبخر الماء منه. وأضاف أن الطلب على الأعلاف التي تشمل البرسيم والتبن والمرودس والذرة شهد تراجعاً كبيراً، بسبب عزوف المشترين، «وقبل موجة الأمطار كان معدل البيع يبلغ 3 آلاف ريال يومياً، في النهار، وقد ضاعفنا عدد ساعات العمل في سوق الأعلاف من الفجر إلى صلاة العشاء كي نجذب الزبائن ونعوض الخسارة». ولفت إلى أن البائعين قاموا بتجفيف العلف الذي تأثر بمياه الأمطار ثم بيعه قبل شراء كميات جديدة من المزارع وطرحها في السوق. كما تذمر بائعو الشعير من فيضان مجاري الصرف الصحي في حي النظيم واقتحامه لمنطقة السوق واستقرارها تحت الشاحنات، ما أدى إلى نفور الزبائن بسبب الروائح الكريهة التي أحاطت بالمكان، إضافة إلى ما أصاب شاحنات الشعير من أمطار. وقال أحد البائعين ويدعى عادل إن الحبوب والشعير خصوصاً التي تعرضت للمياه تتلف ولا تصلح للاستخدام مرة أخرى، مشيراً إلى أن شاحنته التي تحتوي على أكثر من 500 كيس بوزن 50 كلغم للكيس غرقت بالكامل، على رغم تغطيتها وضغطها بالأحجار، ولكن شدة الرياح اقتلعتها وقذفت بالأكياس بعيداً. وأوضح أن تكدس كميات الشعير التالف سبب نوعاً من الربكة في تنظيم الكميات وعرضها في السوق، وأنه يبيع يومياً بقيمة 12 ألف ريال في المتوسط. وشكا البائع محمد من غرق 700 ربطة برسيم بمعدل 13 ريالاً للربطة الواحدة، لافتاً إلى أن تراجع الطلب بشدة لخوف الزبائن على ماشيتهم من صلاحية الأعلاف. ولم ينج أصحاب سيارات توصيل الأعلاف من الخسائر، وعلى رغم قلة عددها في الموقع اذ لا تتجاوز 6 سيارات، إلا أنها تعرضت لخسائر بسبب إلغاء عدد من الطلبات.