شهد ريف محافظة حماة (وسط سورية) مواجهات عنيفة أمس بين تنظيم «داعش» وقوات النظام التي تحاول التقدم نحو الحدود الإدارية لمحافظة الرقة المجاورة، في وقت ساد توتر معقل النظام على الساحل السوري على خلفية مقتل وفقدان عشرات الجنود في مكمن نصبه لهم «جيش الإسلام» في غوطة دمشقالشرقية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا)، في تقرير أمس، أن طائرات حربية نفّذت ما لا يقل عن 4 غارات على قرية الرميلة بريف حماة الجنوبي الذي يشهد «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى». وتزامن ذلك مع «استمرار الاشتباكات في شمال شرقي منطقة أثريا، وجنوب غربها قرب منطقة الشيخ هلال» بين قوات النظام وتنظيم «داعش» إثر محاولة من الطرف الأول «للوصول إلى الحدود الإدارية مع الرقة ودخول المحافظة من خلال التقدم نحو شمال شرقي أثريا، بالإضافة إلى الهجوم على محيط منطقة الشيخ هلال باتجاه عقيربات، ومحاولة تأمين المنطقة». وأشار المرصد إلى أن هذه المناطق كانت قد شهدت خلال شهري آذار (مارس) وحزيران (يونيو) 2015 مقتل ما لا يقل عن 142 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال هجومين مباغتين شنهما «داعش» على حواجز ومواقع للحكومة السورية في الشيخ هلال ومحيطها. في غضون ذلك، أكد المرصد مقتل ما لا يقل عن 76 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، في محيط منطقة تل صوان الواقعة بين منطقتي عدرا ودوما بغوطة دمشقالشرقية، يوم الأحد الماضي، مضيفاً أن مصير أكثر من 100 عنصر وضابط آخرين ما زال مجهولاً. ووقع الجنود في مكمن نصبه لهم «جيش الإسلام» الفصيل القوي في غوطة دمشقالشرقية. وأوضح المرصد في شرحه لتفاصيل المكمن أن 45 عنصراً من قتلى قوات النظام والمسلحين الموالين قضوا عندما استهدفهم «جيش الإسلام» بمحيط تل صوان «خلال محاولتهم التسلل إلى منطقة آمنة خارج موقع الكمين، وقام بإطلاق النار عليهم برشاشات متوسطة وخفيفة، وترك بعضهم ينزف لأكثر من 14 ساعة... فيما قتل 31 آخرون جراء وقوعهم في أشراك وحقول ألغام قسم كبير منها ممن زرعته قوات النظام في وقت سابق بمحيط منطقة تل صوان». وقال المرصد إن اللواء علي عباس القائد العسكري للمنطقة، أمر عناصره بالتحرك نحو محيط منطقة تل صوان، بغية التقدم فيها والسيطرة على نحو 2 كلم تفصل بينها وبين اللواء 39 المعروف بفوج الكيمياء بمنطقة عدرا في الغوطة الشرقية، مضيفاً أن هناك من يحمّله مسؤولية ما حلّ بالجنود القتلى. وأضاف أن «قرى جبال العلويين في ريف اللاذقية ومصياف والقدموس وقراهما تشهد توتراً واستياء كبيرين، وغضباً عارماً، وسط مطالبات» بمعاقبة القائد العسكري، لافتاً إلى أن غالبية القتلى والمفقودين في مكمن تل صوان «تتحدر من قرى الساحل السوري».