ربط وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، هزيمة تنظيم «داعش» في سورية بإزاحة الرئيس بشار الأسد عن السلطة، مضيفاً أن هذا سيتحقق في نهاية المطاف، في وقت كشف الناطق باسم التحالف العربي العميد أحمد عسيري، أن ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، قدم خلال اجتماع دول التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» في بروكسيل «فكرة مفصلة للجانب الأميركي عن التحالف الإسلامي العسكري». وتوقّع وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر مشاركة قوات خاصة سعودية وإماراتية في طرد التنظيم من الرقة معقله في شرق سورية. وعقدت مجموعة العمل الخاصة بالمساعدات الإنسانية اجتماعاً في جنيف لبدء تنفيذ بيان المؤتمر الوزاري ل «المجموعة الدولية لدعم سورية» الذي شمل أيضاً بنداً ل «وقف العمليات العدائية» (للمزيد). وقال الجبير في مؤتمر الأمن في ميونيخ أمس، إن الأسد «أكثر عامل جذب فعال ومنفرد للمتطرفين والإرهابيين في المنطقة»، مشدداً على أن إطاحته ضرورية لاستعادة الاستقرار. وأضاف: «هذا هو هدفنا، وسنحققه. ما لم يحدث - وإلى أن يحدث - تغيير في سورية لن يُهزم داعش في سورية». وعقد الجبير اجتماعاً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في ميونيخ أمس. ودعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس السعودية إلى العمل مع بلاده «من أجل الاستقرار في سورية والشرق الأوسط». وقال في مؤتمر ميونيخ للأمن بعد ساعات من كلمة الجبير: «ينبغي أن نعمل معاً... لا يمكن أن تستبعد أي من إيران والسعودية الأخرى من المنطقة. نحن مستعدون للعمل مع السعودية. ويمكن أن تكون لإيران والسعودية مصالح مشتركة في سورية». وكشف عسيري أن الأمير محمد قدم خلال اجتماع الدول الأعضاء في التحالف الدولي لمحاربة «داعش» في مقر حلف شمال الأطلسي (ناتو) أول من أمس، «فكرة مفصّلة للجانب الأميركي عن التحالف الإسلامي العسكري ومناحيه الأربعة: الفكري، والمالي، والإعلامي، والعسكري»، موضحاً أنه «نوقِشت مبادرة المملكة بوضع قوات على الأرض في إطار التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، والعمليات العسكرية التي ستشارك فيها المملكة». وأضاف في تصريحات إلى الصحافيين على هامش الاجتماع، أن «المملكة تؤكد أن قرارها في شأن مشاركتها بقوات برية في سورية لمكافحة الإرهاب، هو قرار لا رجعة فيه، ولكن يبقى بحث التفاصيل من خلال اللجان والاجتماعات المقبلة لوضع (تصوُّر) الكيفية والآلية وحجم القوات». وتابع أن ذلك «يأتي في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، ومن خلال التحالف الإسلامي العسكري الذي سيكون بقيادة المملكة». ووصف العلاقات السعودية- الأميركية بأنها «استراتيجية وتاريخية»، مشدداً على أن لقاء الأمير محمد ووزير الدفاع الأميركي «متجدّد ومتكرّر لبحث الدور الذي تقوم به المملكة ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، من خلال تكثيف العمل الجوي». وأكد كارتر في بروكسيل أمس، أنه يتوقع أن ترسل السعودية والإمارات قوات خاصة إلى سورية لمساعدة مقاتلي المعارضة في معركتهم ضد «داعش» لاستعادة مدينة الرقة معقل التنظيم شرق سورية. وأشار إلى أن تلك القوات سيكون لها دور كبير في استعادة السيطرة على الرقة. إلى ذلك، اجتمعت في جنيف مجموعة العمل الخاصة بالمساعدات الإنسانية المنبثقة من مؤتمر «المجموعة الدولية لدعم سورية» في ميونيخ مساء أول من أمس، على أن تعقد اجتماعاً آخر بعد أسبوع. وقال أيان إيغلاند رئيس المجموعة: «قدّمنا طلبات إلى الأطراف التي تطوّق المناطق المحاصرة من أجل الدخول، ونتوقع الدخول من دون إبطاء». وبقي معظم الأطراف الفاعلة في «المجموعة الدولية» متمسكاً بمواقفه قبل أن يجف حبر الاتفاق بين الراعيين الأميركي والروسي في ميونيخ، ما ترك عقبات أمام تنفيذ بندي إيصال المساعدات الإنسانية و «وقف العمليات العدائية» المتفق عليهما مساء الخميس. في غضون ذلك، أعلن الأسد أن هدفه استعادة الأراضي السورية كافة، معتبراً أن ذلك قد يتطلب في ظل الوضع الحالي في سورية وقتاً «طويلاً». وقال في مقابلة أجرتها وكالة «فرانس برس» الخميس، وهي الأولى منذ فشل مفاوضات السلام في جنيف الشهر الماضي، وبعد التقدُّم الميداني للجيش السوري النظامي بدعم جوي روسي في محافظة حلب، إن «من غير المنطقي أن نقول إن هناك جزءاً سنتخلّى عنه». وعن معركة حلب الحالية، قال الأسد إن هدفها هو «قطع الطريق بين حلب وتركيا» وليس السيطرة على المدينة بحد ذاتها. موسكو ما زالت تراهن على الحسم في حلب