رحب مسؤولون في وزراة الدفاع الأمريكية أمس الجمعة باقتراح المملكة إرسال قوات للمشاركة في عملية برية محتملة في سوريا ضمن التحالف الدولي، من دون تحديد الجهود التي يأملونها من الرياض. فيما قالت البحرين إنها مستعدة لإرسال قوات برية إلى سوريا في إطار التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد داعش. وقال سفير البحرين لدى بريطانيا الشيخ فواز بن محمد آل خليفة في بيان إن البحرين يمكن أن تساهم بقوات تعمل «بالتنسيق مع السعوديين» تحت ما وصفه بقيادة عسكرية موحدة لدول الخليج العربية. وتدعو الولاياتالمتحدة منذ أسابيع عدة شركاءها في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الارهابي إلى تكثيف جهودهم العسكرية ضد الجهاديين. وقال المتحدث باسم قيادة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الكولونيل باتريك رايدر الجمعة «نرحب بإعلان السعودية بأنها تبحث عن سبل لتعزيز مشاركتها في التحالف» ضد تنظيم داعش الارهابي. وأشار إلى أنه «في ما يتعلق بالقوات التي يمكن للسعوديين إرسالها، والتي من شأنها أن تكون مفيدة، فالأمر لا يزال قيد المناقشة». وضاعف وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في الآونة الأخيرة من دعواته إلى التحالف، وخصوصا إلى دول الخليج، لزيادة مساهمتهم ضد تنظيم داعش. كما رحب البيت الأبيض الجمعة بإعلان المملكة استعدادها لتعزيز مساهمتها في القتال ضد تنظيم داعش. وقال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض إن الإعلان السعودي الذي صدر الخميس جاء استجابة لطلب وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر للشركاء في التحالف لزيادة مساهماتهم في قتال التنظيم المتشدد. ورحب مجلس علماء باكستان باستعداد المملكة للمشاركة مع قوات التحالف الدولي إذا قررت بالإجماع القيام بعمليات برية في سوريا ضد تنظيم داعش الإرهابي. وأوضح رئيس المجلس الشيخ طاهر محمود الأشرفي في تصريح لوكالة الأنباء السعودية امس أن المملكة معروفة بأداء أدوار إيجابية مشيرا إلى أن مشاركتها البرية في سوريا مع قوات التحالف ستسهم في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي بشكل فاعل وستضمن حماية الشعب السوري. من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الجمعة إن مباحثات تجرى حاليا من أجل التوصل لوقف إطلاق نار وتوفير مساعدات إنسانية للمدنيين في الحرب الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات مشيرا إلى أن الأيام المقبلة ستكشف عن إمكانية التوصل لذلك. وقال كيري للصحفيين «هناك مناقشات حاليا بشأن تفاصيل وقف إطلاق النار وقد طرح الروس بعض الأفكار البناءة بشأن كيفية تطبيق وقف إطلاق النار، لكنها إذا كانت مباحثات من أجل المباحثات بغرض مواصلة القصف فإن أحدا لن يقبل بهذا.. سنعرف هذا خلال الأيام المقبلة.» إلى ذلك، رفضت روسيا بشدة الجمعة في الاممالمتحدة الانتقادات الغربية لها بتخريب مفاوضات جنيف عبر دعمها العسكري الكبير لنظام دمشق في شمال سوريا، واعلنت انها ستقترح «افكارا جديدة» خلال اللقاء الدولي المقبل حول هذا البلد في ميونيخ. وقام وسيط الاممالمتحدة ستافان دي ميستورا بابلاغ سفراء الدول ال15 بخلفيات قراره تعليق المفاوضات بين النظام والمعارضة في جنيف حتى الخامس والعشرين من الشهر الحالي. ويتهم الغربيون موسكو بنسف مفاوضات جنيف عبر تكثيف الغارات الجوية على منطقة حلب لدعم قوات النظام في تقدمها في هذه المنطقة. وافاد دبلوماسي ان مندوبي الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا دخلوا «في نقاشات حادة» بشأن هذه النقطة. وقال السفير الروسي لدى الاممالمتحدة فيتالي تشوركين في تصريح صحافي قبل بدء اجتماع تشاوري لمجلس الامن حول سوريا «انها تعليقات سمجة، الوقت ليس وقت المآخذ، ولا بد لنا من تكثيف جهودنا السياسية». وفي ختام الاجتماع اعلن السفير الروسي ان موسكو لا تنوي وقف غاراتها الجوية التي تعتبرها «شرعية تماما» لدعم قوت النظام السوري بمواجهة «الارهابيين». الا انه اعلن ايضا ان موسكو «ستضع بعض الافكار الجديدة على الطاولة» في ميونيخ خلال اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا المقرر في الثاني عشر من فبراير الحالي. واضاف تشوركين «نعد بعض الافكار حول طريقة التقدم خصوصا بما يتعلق بوقف اطلاق النار» من دون ان يقدم تفاصيل اضافية. واعرب عن تفاؤله ازاء استئناف المفاوضات «قبل الخامس والعشرين من فبراير». من جهته قال دي ميستورا ان اجتماع ميونيخ في الثاني عشر من فبراير الحالي سيتيح «التحقق» من الرغبة بالتوصل الى سلام في سوريا من قبل الاطراف المعنية، حسب تصريحاته لصحيفة لا ريبوبليكا الايطالية. وفي ختام الاجتماع اتهم السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر النظام السوري بالقاء «حمم من النيران غير مسبوقة» بمساعدة روسيا على حلب «في اطار حملة عسكرية ستؤدي الى نسف اي امل بالسلام». وطالب السفير الفرنسي بحصول «تحسن ملموس للوضع الانساني الامر الضروري لقيام مفاوضات ذات مصداقية» مطالبا دمشق مع حلفائها ب»احترام التزاماتهم الانسانية» والتقيد بقرارات مجلس الامن التي تتضمن رفع الحصار عن المدن السورية ووقف القصف. وختم «لا يمكننا ان نتوقع من المعارضة التفاوض مع مسدس موجه الى صدغها»، لكن التفاوض لا ينبغي ان يشكل «ستارا دخانيا يسمح للنظام بالاستمرار في المجازر من دون اي قلق». من جهة اخرى، نقلت وكالة دوجان للأنباء عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله إنه يجب محاسبة روسيا على من قتلتهم في سوريا وقال إن موسكوودمشق مسؤولتان معا عن موت 400 ألف شخص. وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره السنغالي خلال زيارة يقوم بها الرئيس التركي لهذا البلد الأفريقي قال أردوغان أيضا إن روسيا ضالعة في غزو سوريا واتهمها بمحاولة إنشاء «دويلة» لحليفها القديم الرئيس السوري بشار الأسد. ونقلت الوكالة عن الرئيس التركي قوله «يجب محاسبة روسيا عمن قتلتهم داخل الحدود السورية. من خلال التعاون مع النظام وصل عدد القتلى إلى 400 ألف.»