ذكرت الأممالمتحدة أمس، أن أكثر من 51 ألف مدني نزحوا منذ بدء الهجوم الذي شنّه النظام السوري بدعم من الطيران الروسي على ريف حلب في الأول من الشهر الجاري، في وقت أفادت إحصاءات للحكومة البريطانية بأن الطيران الروسي شنّ 300 غارة خلال مفاوضات جنيف بداية الشهر. وقال زيد رعد الحسين، المفوض الأعلى للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في بيان: «منذ شنّ القوات الحكومية الأسبوع الماضي، هجومها على محافظة حلب المدعوم من ضربات جوية روسية وسورية، نزح أكثر من 51 ألف مدني، في حين قد يتعرّض 300 ألف للحصار». وأضاف أن الهجوم قد يكون أدى الى مقتل عشرات المدنيين منذ الأول من شباط (فبراير). ووزّعت لندن خريطة للضربات الجوية الروسية خلال مفاوضات السلام في جنيف بداية الشهر. وقال الممثل البريطاني الخاص لسورية غاريث بايلي، إن «الخريطة أظهرت أنه خلال المفاوضات، تعمّدت روسيا التركيز على إبادة المعارضة في حلب. فالأنباء حول ما يزيد عن 300 ضربة جوية أدت إلى سقوط قتلى وإصابات لم يقتصروا فقط على قوات المعارضة المعتدلة – التي كان ممثلوها في جنيف، والذين نعتقد أنهم يمثلون جزءاً من مستقبل سورية - بل إن القتل طاول كذلك أعداداً كبيرة من المدنيين»، مضيفاً: «هدف سياسة الأرض المحروقة هذه واضح – القضاء على المعارضة المعتدلة وبالتالي تعزيز موقف الأسد التفاوضي». وحضّ بايلي روسيا «بشدة على النظر في كيفية رغبتها في المشاركة في عملية جنيف: داعمة للسلام أم مفسدة له. إن قصفها المتواصل ألقى بظلال من الشك على كلامها حول الالتزام بالمفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. لا يمكن روسيا مواصلة الجلوس حول طاولة المفاوضات في الوقت الذي تتعمد قصف المعارضة المعتدلة وقتل المدنيين، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي. لقد شهدنا قصفها مستشفيات ومدارس وحتى مخبزاً تموّله المملكة المتحدة». ووفق إحصاءات لندن، فإن أكثر من 70 في المئة من الضربات الجوية الروسية «تستهدف مناطق لا وجود فيها ل «داعش»، وأن الطيران الروسي يشنّ ما يقارب 50 غارة جوية يومياً قوّضت جهود الجماعات المعتدلة الرامية الى دحر داعش». وأسفرت الغارات الروسية والسورية عن «مقتل أكثر من 1380 مدنياً وإصابة 5789، وقصف أكثر من 15 مدرسة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 65 مدنياً»، إضافة الى تدمير 16 منشأة طبية و «أكثر من ثلثي مستشفيات حلب لم تعُد تعمل، كما أن 95 في المئة من أطباء حلب إما قتلوا أو هربوا». وجاء في الإحصاءات أيضاً، أن مروحيات النظام «ألقت 3173 برميلاً متفجراً على مناطق المعارضة منذ بدء الضربات الروسية»، وأنه تم قصف «ثلاثة مخيمات للمهجرين واللاجئين ومخبزين»، إضافة الى إصابة 11 من عمال الدفاع المدني. وخلال المفاوضات في جنيف بداية الشهر الجاري، ركزت الغارات على شمال حلب، حيث شنّت روسيا 300 غارة على «حلب معقل المعارضة أدت إلى قتل وجرح عشرات المدنيين»، ما أدى الى تهجير 15 ألفاً بين 2 و3 الشهر الجاري، علماً أن نصف ال4.5 مليون سوري «يعيشون في مناطق محاصرة أو يصعب الوصول إليها»، كما أن النظام «لم يوافق إلا على 10 في المئة من مجمل طلبات الأممالمتحدة لدخول المناطق التي تحتاج إلى إغاثة إنسانية».