حينما نعلم أن بطل النسخة الأخيرة من دوري أبطال آسيا هو فريق غوانزو الصيني، فعلينا أن نعلم أيضاً أنه أنفق أموالاً طائلة من أجل تحقيق اللقب القاري مرتين خلال ثلاثة أعوام، ما يعني ازدهاراً للكرة الصينية بعد سبات دام عقود من الزمن، ذلك الإنجاز يبدو أنه أضحى كابوساً للأندية الآسيوية تارة، وربما لأندية أوروبا والعالم تارة أخرى. فكل أندية الصين اليوم تطمع في تحقيق منجز قاري ينقل الكرة المحلية إلى الواجهة الكروية العالمية، بإنفاق الملايين بشكل لا يصدق، فأندية الدوري الصيني دفعت 258 مليون يورو في سوق الانتقالات الشتوية لهذا الموسم كأعلى رقم في العالم أجمع. فريق جيانغسو هو الأقوى حضوراً بشرائه عقدي اللاعبين البرازيليين راميريس من تشلسي الإنكليزي، وتيكسيرا من شاختار الأوكراني بقيمة إجمالية بلغت 78 مليون يورو، باستقطابها الأول ب28 مليوناً، والثاني ب50 مليون مسجلاً بذلك رقماً قياسياً جديداً على صعيد الكرة الآسيوية بأعلى تعاقد في التاريخ. أما الرقم الذي تم كسره بصفقة تيكسيرا فإنه ليس قبل مواسم معدودة أو عقود، بل قبل ثلاثة أيام فقط عندما أعلن غوانزو توقيعه مع المهاجم الكولومبي جاكسون مارتينيز قادماً من أتلتيكو مدريد بصفقة شارفت ال43 مليون يورو، كما أن فريق هيباي تشاينا استطاع الظفر بخدمات العاجي جيرفينهو لاعب فريق روما الإيطالي ب18 مليون يورو، فيما كان تشانغهاي الأكثر حكمة ربما بإنفاق أقل بالتعاقد مع لاعب الوسط الكولومبي فريدي غوارين لاعب إنتر ميلان الإيطالي ب13 مليون يورو. ويتزامن الانتقال مع سعي الشركات الصينية للاستثمار رغبة بوضع البلاد على خريطة كرة القدم الدولية. وبحسب موقع «ترانسفرماركت» الاختصاصي، انفقت الأندية الصينية 258 مليون يورو في فترة الانتقالات الشتوية التي تستمر في الصين حتى 26 شباط (فبراير) الجاري. وتأتي حمى التعاقد مع اللاعبين بعد أن أعلنت لجنة في الحزب الشيوعي برئاسة الرئيس شي جينبينغ الذي يعتبر من أشد أنصار اللعبة أن «إنعاش كرة القدم واجب لجعل الصين قوة عظمى رياضية في إطار الحلم الصيني». وكان جينبينغ أعرب عندما كان نائباً للرئيس عام 2011 عن أمله بأن يصبح منتخب الصين المتواضع قادراً على التأهل واحتضان ثم إحراز كأس العالم. ومن أبرز النقاط في مشروع الرئيس لتطوير كرة القدم في الصين إنشاء 50 ألف مدرسة كروية خلال السنوات ال10 المقبلة، وإجبار بعض التلامذة على ممارسة كرة القدم.