تواصلت المعارك العنيفة في ريف حلب الشمالي أمس وسط محاولات لقوات النظام للاقتراب أكثر من بلدتي نبّل والزهراء المحاصرتين منذ 3 سنوات، فيما تحاول المعارضة التصدي للهجوم الذي تشارك فيه ميليشيات شيعية تعمل تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني ويحظى بغطاء جوي كثيف. وفتح النظام جبهة جديدة في جنوب البلاد بهجوم استهدف بلدة عتمان قرب مدينة درعا، كما ألقت طائراته مناشير فوق ريف حمص دعت عناصر المعارضة إلى إلقاء السلاح مقابل نيل «عفو». وبعد ظهر أمس نقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن «مصادر ميدانية» تأكيدها «أن وحدات الجيش العاملة في ريف حلب الشمالي بالتعاون مع مجموعات اللجان الشعبية فكت الحصار عن بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين من قبل التنظيمات الإرهابية»، وهو أمر أوردته أيضاً محطات ومواقع إخبارية موالية للحكومة السورية أشارت إلى أن قوات الجيش النظامي التقت في قرية معرستة الخان مع «اللجان الشعبية» التي تقدمت بدورها من نبّل والزهراء. اما المرصد السوري لحقوق الإنسان فذكر أن معارك عنيفة تدور «بين الفصائل المقاتلة الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وجبهة أنصار الدين من طرف، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف آخر، في محيط قرى معرسة الخان ورتيان وحردتنين بريف حلب الشمالي ومحيط بلدتي نبّل والزهراء بالريف الشمالي لمدينة حلب، وسط تقدم لقوات النظام لأطراف قرية معرسة الخان، وتقدم مسلحي نبل والزهراء نحو القرية من جهة البلدتين». لكنه قال ان قوات النظام واللجان الشعبية لم يلتقيا على رغم ان المسافة بينهما تقل عن كيلومتر واحد. وتابع أن الاشتباكات التي تترافق مع قصف مكثف من قوات النظام والطائرات الحربية، أسفرت عن مقتل 7 عناصر من الفصائل الإسلامية بينهم «قائدان عسكريان في جبهة النصرة وقائدان عسكريان في حركة نور الدين الزنكي»، إضافة إلى خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها. وفي وسط البلاد، أفاد المرصد أن طائرات حربية يُرجّح أنها روسية نفّذت مزيداً من الغارات على بلدة غرناطة وقريتي أم شرشوح وبرج قاعي بريف حمص الشمالي، فيما قُتل عنصر من الفصائل الإسلامية خلال اشتباكات مع قوات النظام في محيط قرية كيسين في الريف الشمالي أيضاً. وأوضح المرصد أن طائرات مروحية ألقت مناشير على ريف حمص جاء فيها أن «الحرب تقترب من نهايتها وسيكون محزناً لنا جميعاً أن تنتهي بموت أعزاء على قلوبكم ودمار بيوتكم، إن قيادة الجيش العربي السوري تعرض عليكم حقن الدماء وتجنب هذا المصير وذلك عن طريق إخراج المسلحين الأجانب والغرباء من منطقتكم وسيتم تأمين ممر آمن لخروجهم ومنح عفو عن جميع المقاتلين المحليين الذين وقفوا ضد الدولة بشرط تسليم السلاح والتخلص من المسلحين الأجانب وبعدها يتم تسوية أوضاعهم فوراً وإعادة جميع المهجرين إلى بيوتهم». وحددت المناشير تاريخ اليوم الخميس لقبول عرض «المصالحة» وإلا فإن «الأعمال القتالية ستستأنف وستؤدي إلى خسائر كبيرة من الممكن تلافيها». وفي محافظة درعا بجنوب البلاد، قال المرصد إنه ارتفع إلى 27 عدد الغارات التي نفذتها طائرات حربية على بلدة عتمان بأطراف مدينة درعا الشمالية، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط البلدة. وأفادت وسائل إعلام النظام أن قواته حققت تقدماً في عتمان وسيطرت على مجموعة من الأبنية في أحيائها الجنوبية.