ذكرت دراسة أميركية جديدة أن خسارة الوزن مع التقدّم في العمر قد تكون مؤشراً مبكراً للإصابة بالخرف ومشكلات في القدرات الإدراكية. وشملت الدراسة التي نشرتها صحيفة «دايلي ميل» البريطانية، ألف و900 شخص من الذين تترواح أعمارهم بين 40 و70 عاماً. وأوضحت النتائج أن خطر الإصابة بضعف في القدرات الإدراكية، وهي حالة يمكن أن تتطور إلى الخرف أو ال «ألزهايمر»، ازداد 24 في المئة عند أولئك الذين خسروا خمسة كيلوغرامات من أوزانهم. وقال الباحثون في مجموعة «مايو كلينيك» للأبحاث الطبية، ومقرها ولاية مينيسوتا الأميركية، إن «فقدان الوزن لدى الأشخاص في منتصف العمر، يمكن أن يساعد الأطباء في تحديد أولئك المعرضين لخطر الإصابة بأحد أشكال فقدان الذاكرة». وعلى رغم صعوبة التثبت من علاقة خسارة الوزن والإصابة بالخرف، إلا أن العلماء يعتقدون أن أعراضاً مبكرة للخرف، مثل الاكتئاب واللامبالاة، قد تتسبب في خسارة الأفراد لأوزانهم قبل تأثر قدراتهم الإدراكية بأعوام. وتوصل العلماء إلى هذه النتائج بعد تقييم الحالة الصحية لألف و895 مشاركاً تبلغ أعمارهم 70 عاماً فما فوق ولا تظهر عليهم أي علامات لفقدان الذاكرة. وبعد أربعة أعوام، تبين أن «524 حالة أصيبوا بضعف في القدرات الإدراكية، وخسروا خلال تلك الفترة 4.4 باوند (2 كيلوغرام)، في حين أن أولئك الذين لم تتأثر قدراتهم الإدراكية فقدوا 2.6 باوند (1.2 كليوغرام)». وأضاف معدو الدراسة أن «من المستحيل تحديد ما إذا كان فقدان الوزن مقصوداً أو لا، لكن تزايد معدل خسارة الوزن من منتصف العمر إلى وقت لاحق يشير إلى ضعف القدرات الإدراكية، وقد تساعد أيضاً في تحديد الأشخاص المعرضين لتزايد خطر الإصابة بأي شكل من أشكال فقدان الذاكرة». وذكرت الدكتورة لورا فيبس أن «فقدان الوزن في تلك المرحلة العمرية قد يكون نتيجة تلف مبكر في الدماغ بسبب أمراض مثل (ألزهايمر)، ويمكن أن يشير إلى وجود مشكلة كامنة، ولكنه قد يحدث أيضاً بسبب عوامل أخرى». وتابعت أن «هذه الدراسة لا تقول أن فقدان الوزن يسبب الخرف، لكن الحفاظ على وزن صحي له فوائد كثيرة، بما في ذلك السيطرة على عوامل خطر الإصابة بالخرف، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم». وقال رئيس قسم الأبحاث في «جمعية الزهايمر» الدكتور جيمس بيكيت ان «خسارة الوزن عند التقدم في العمر ليس أمراً غريباً، ولكن يجب مراجعة الطبيب في حال حدوثه بدرجة كبيرة وغير متعمدة».