أكد رئيس اللجنة العلمية لمنتدى الموارد البشرية رئيس فريق التوعية للموارد البشرية في غرفة جدة الدكتور مقصود خان ل«الحياة» أن الهدف الرئيسي لإقامة المنتدى هو التعريف بأهمية الموارد البشرية كأحد أهم الحلول لإدارة الأزمة وتحويلها إلى فرص نجاح. وقال: «مازلنا في الشركات والمؤسسات في السعودية نعاني من غياب الدور الحقيقي لمفهوم الموارد البشرية، وهذا يعطي مؤشراً سلبياً كبيراً، خصوصاً أن الموارد البشرية العنصر الأساسي في التوظيف ومن قبله التدريب»، وتوقّع عدم وصول الشركات والمؤسسات إلى دراية كاملة بأهمية الموارد البشرية قبل 10 سنوات من الآن. وأشار إلى أن المنتدى يسعى إلى استعراض الأطروحات العلمية، خصوصاً إبراز دور الموارد البشرية في مواجهة الأزمة العالمية ورعاية المواهب السعودية وتطويرها لتصبح قيادات مؤهلة للمرحلة المقبلة، إضافة إلى تفعيل دور إدارات الموارد البشرية بهدف الارتقاء بالأداء في منشآت الأعمال لمواجهة التحديات المعاصرة. ولفت إلى أن المنتدى يستعرض آخر المستجدات في مجال إدارة الموارد البشرية، ويتطرق إلى عمل المرأة السعودية، وكيفية إيجاد فرص عمل حقيقية للمرأة في مجالات عدة في ما يتوافق مع عادات المجتمع. وشدد خان على أهمية بناء العلاقات بين الجهات الحكومية والخاصة لصناعة وتطوير الموارد البشرية وإيجاد فرص الاستثمار المستقبلي. وكانت جلسات المنتدى أمس بدأت بكلمة رئيس مجلس أمناء كلية إدارة الأعمال الدكتور عبدالله دحلان، أكد خلالها أن «اقتصاداً منخفض المهارات ومتدني الإنتاجية هو اقتصاد لا يمكن أن يكون مستداماً على المدى الطويل، كما أنه لا يتماشى مع هدف تخفيف حدة الفقر». وأشار إلى أن الحلقة المفرغة من عدم كفاية التعليم وسوء التدريب وانخفاض الإنتاجية وسوء نوعية الوظائف وكذلك تدني الأجور هي التي يقع في براثنها الفقراء العاملون، وهي التي تستبعد العمال الذين لا يتمتعون بمهارات مناسبة من المشاركة في النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية في سياق العولمة. وأضاف دحلان أن تحسين نوعية التعليم والتدريب لمواءمة حاجات السوق سيسهم في تطوير المهارات ورفع القدرة على الابتكار وزيادة الإنتاجية ونمو المنشآت والتغيّر التكنولوجي والاستثمار والتنوع الاقتصادي. وأوضح أن الأزمة العالمية أثرت وبشكل كبير في عدد من الدول العربية بنسب متفاوتة، مشيراً إلى أن الاحتياطات المالية الكبيرة التي تراكمت خلال سنوات الازدهار في معظم دول الخليج خففت من الآثار السلبية لهذه الأزمة. لافتاً إلى أن المشكلة الحقيقية المشتركة في مختلف أنحاء المنطقة العربية تتمثل في عدم توصّل الاستثمارات في مجالي التعليم والتدريب إلى تحقيق النتائج المرجوة لجهة مستويات العمالة المنتجة. ولفت إلى أن الشباب يواجه تحديات كبيرة في الانتقال من مرحلة التعليم إلى مرحلة العمل، وغالباً ما تعاني الشركات من مشكلة العثور على أفراد ذوي المهارات اللازمة لتوسيع أعمال الشركة أو اعتماد التكنولوجيات الجديدة، وهو ما يسبب ارتفاع نسبة البطالة. يذكر أن منتدى جدة للموارد البشرية يحظى بمشاركة ثلاثة من قادة الفكر العالمي في الموارد البشرية ومجموعة من كبرى الشركات الدولية والمحلية واختصاصي موارد بشرية، ويستهدف مديري العموم وأصحاب القرار ومديري الموارد البشرية. من ناحية أخرى، تنطلق غداً فعاليات «ملتقى السعودة»، الذي يناقش كيفية تفعيل عملية التوطين وتطبيق الدراسات التي ستتم مناقشتها وتأثيرها في تحقيق الأهداف من السعودة.