رسم أكثر من 12 ألف مشيّع لشهداء مسجد الرضا في حي محاسن المبرز أمس، صورة من صور التلاحم الوطني، بمشاركتهم ذوي الشهداء الذين راحوا ضحيّة تفجير انتحاري استهدف المسجد (الجمعة) الماضي، فيما ردّد المشيّعون عدداً من الكلمات التي تُندد بالإرهاب والطائفية وتؤكد على التلاحم بين أبناء الوطن كافة ضد الحاقدين والمتربصين. وشهد التشييع توافداً من آلاف المواطنين من المنطقة الشرقية وخارجها، وعدد من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، فيما تقرّر أن يكون العزاء مباشرة بعد الدفن، في مقر صالة الأحساء، وتسلّمت عائلات الشهداء جثامين أبنائهم لإتمام مراسم الدفن، كل في مدينته بعد الصلاة عليهم، إذ تم دفن الشهيدين فؤاد الممتن وابنه محمد في الجبيل والشهيد ماهر العبدالله في المطيرفي وحسين البدر فى المبرز. وأكد المهندس صادق الممتن في كلمة ألقاها قبل أداء الصلاة، أن أبناء الوطن ينبذون أشكال الإرهاب والفكر المتطرف، مشدّداً على اعتزاز الجميع بهذا الوطن وخدمته، لافتاً إلى أن الأعمال الإرهابية لن تجر أبناء الأحساء بجميع طوائفهم إلى الاختلاف، مضيفاً «ستبقى الأحساء شامخة أمام كل من تسوّل له نفسه العبث بأمن هذا الوطن، فنحن جميعاً ننعم بالاستقرار والتلاحم والتعايش بين جميع المواطنين». وأضاف «هذا العمل الإجرامي الذي أودى بحياة هؤلاء الأبرياء دخيل على المملكة وعلى الأحساء تحديداً، وندعوا الأهالي عامة وأهالي الشهداء والمصابين خاصة بالصبر، والتصدّي لمن يتربص بهذا الوطن، وأن نكون جميعاً عوناً لرجال الأمن الأوفياء الذين ظلّوا يؤدون واجبهم في حماية المواطنين على أكمل وجه». بدوره ذكر إمام مسجد الرضا في حي المحاسن ناصر الياسين، أن الهجوم الإرهابي الذي وقع (الجمعة) الماضي وأدى إلى استشهاد أربعة من المصلين وإصابة 33 آخرين وثلاثة من رجال الأمن، لن يغيّر من نهج أبناء المملكة عامة والأحساء خاصة في التماسك والتلاحم بينهم، منوّهاً إلى أن الإرهابيين لن يتمكنوا من التفرقة بين أبناء هذا الوطن. 19 من المصابين يغادرون المستشفى غادر 19 من المصابين في حادثة تفجير مسجد الرضا في الأحساء، المستشفى أمس بعد تلقيهم الإسعافات اللازمة، فيما لا يزال 14 آخرين إلى جانب ثلاثة من رجال الأمن يتلقون العلاج. ونوّه المصابون بالجهود التي تبذلها الجهات الأمنية في حماية الوطن والحفاظ على استقراره، وكذلك الزيارة التي قام بها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، الذي زار أسر الشهداء وقدم لهم تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، معتبرين أنها زيارة خففت من وقع المصاب. وكان عدد من أهالي الأحساء شاركوا ذوي الشهداء والمصابين وقدموا مختلف الخدمات والدعم لهم، مؤكدين أن هذه العمليات الإرهابية لن تحقق هدفها ولن تزعزع تماسك أهالي الأحساء في ما بينهم وارتباطهم بقيادتهم، منوّهين إلى أن الإرهابيين ما هم إلا صُنّاع دمار، وبعيدين عن الإسلام والمحبة والسلام، مشدّدين على أن إرادتهم ستقف دائماً أمام مخططاتهم.