غرق 40 مهاجراً بينهم أطفال أمس، بينما أمكن إنقاذ 75 شخصاً آخرين إثر غرق قارب يقلّهم إلى اليونان قبالة ساحل تركيا الغربي عبر بحر إيجه. والمهاجرون قادمون من سورية وأفغانستان وبورما، وكانوا يحاولون الوصول إلى جزيرة ليسبوس انطلاقاً من السواحل التركية. وسُجِّل فقدان مهاجرين آخرين لم يُعرَف عددهم. وقال أحد رفاقهم وهو يبكي: «نشعر بحزن كبير. 20 من رفاقنا مفقودون». ويأتي هذا الحادث بعد يومين على غرق 24 مهاجراً بينهم 10 أطفال الخميس الماضي، قبالة جزيرة ساموس اليونانية. وكان خفر السواحل الإيطالي أصدر لقطات أول من أمس، تظهر إنقاذ 5 مهاجرين بينهم طفل صغير من زورق غارق في بحر إيجه. إلى ذلك، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن عدد الأشخاص الذين لاقوا حتفهم أثناء عبورهم شرق البحر المتوسط في كانون الثاني (يناير)، يفوق عدد مَن لاقوا حتفهم في الأشهر ال8 الأولى من العام الماضي، وألقت المنظمة باللوم على زيادة قسوة مهربي البشر. وحتى 28 كانون الثاني الجاري، لقي 218 شخصاً حتفهم في بحر إيجه، ولم يصل العدد إلى هذا الحد على المسار اليوناني حتى منتصف أيلول (سبتمبر) العام 2015، في حين لقي 26 شخصاً آخرون حتفهم في وسط البحر المتوسط وهم يحاولون الوصول إلى إيطاليا. وقالت المنظمة الدولية للهجرة، إن المهربين يستخدمون قوارب أصغر وغير صالحة للإبحار، ويكدسونها بمزيد من الناس أكثر من ذي قبل. وقال الناطق باسم المنظمة جويل ميلمان، إن الأساليب الأكثر تهوراً ربما تكون بسبب «الذعر من أن هذا الأمر لن يستمر طويلاً»، إذ يخشى المهربون من أن الحكومات الأوروبية قد تجد سبلاً لوقف التدفق الذي لم يسبق له مثيل للمهاجرين واللاجئين. وأضاف أن هناك على ما يبدو عصابات جديدة تسيطر على تجارة التهريب في شمال أفريقيا. وقال ميلمان: «كانت هناك فترة واضحة للغاية في نهاية العام، عندما لم تكن الزوارق تغادر ليبيا، وسمعنا من مصادرنا في شمال أفريقيا أن ذلك بسبب قتال بين القبائل أو بين العصابات من أجل السيطرة على السوق». من ناحية ثانية، اتهم رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، غداة اجتماعه في برلين مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أمس، أولئك الذين يريدون «تدمير» فضاء شنغن لحرية الحركة داخل الاتحاد الأوروبي، بالسعي إلى «تدمير» أوروبا، مؤكداً أن إيطاليا لن تسمح بذلك. في غضون ذلك، شنّ عشرات الملثمين الذين يُعتقد أنهم ينتمون الى عصابات النازية الجديدة، هجمات على مهاجرين في العاصمة السويدية ستوكهولم ليل الجمعة - السبت، وسط تزايد التوتر في شأن تدفق المهاجرين. من جهة أخرى، عبّر نائب رئيس المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكي، أمس، عن دعمه فكرة طرحها وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله، لفرض ضريبة على الوقود من أجل تمويل استقبال اللاجئين. وقال المفوض اللاتفي للمجلة الألمانية، أن فرض ضريبة على الوقود «على المستوى الوطني أو الأوروبي قد يكون مصدر تمويل ممكن، بخاصة إن أخذ في الحسبان الانخفاض التاريخي لسعر النفط». وأضاف دومبروفسكي: «إنني أوافق شويبله، نحن في حاجة الى أفكار مستحدثة في أوروبا لمواجهة أزمة اللاجئين».