لمست أوساط رفيعة في باريس التي واكبت زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني العاصمة الفرنسية أول من امس، انفتاحاً ضئيلاً في الموقف الإيراني بالنسبة إلى ملء الفراغ الرئاسي في لبنان، إذ إن روحاني أكد للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه ينبغي العمل للخروج من التعطيل في الملف الرئاسي اللبناني. ورأت هذه الأوساط الرفيعة أن إيران كانت دائماً عندما يتحدث معها الفرنسيون عن ضرورة المساعدة في انتخاب الرئيس في لبنان، ترد بأن المشكلة تكمن في انقسام المسيحيين، وبأن مسؤولية فرنسا أن تعمل على توحيد أصدقائها المسيحيين. وأعاد روحاني ذلك للرئيس الفرنسي، مضيفاً أنه «ينبغي العمل على الخروج من التعطيل في أزمة الرئاسة». إلا أن هذه الأوساط رأت «أن هذا قول جديد وقد يكون أن الرئيس الإيراني أراد تقديم موقف إيجابي لفرنسا، علماً أن هولاند سأله عن الملف مع الحرص على ألا يقدم ذلك كمطلب فرنسي إلى إيران». وقالت الأوساط إن الأسابيع المقبلة ستظهر إذا كان هذا الكلام صحيحاً. ولكنها شككت بتغيير في الموقف الإيراني على رغم هذا القول، لأن الفريق الإيراني الذي يقوده روحاني والذي رافقه الى باريس لا يمثل الفريق المسؤول عن الملف اللبناني ولا عن الملف السوري. وتابعت الأوساط أن موضوع الرئاسة اللبنانية قد يكون عند «حزب الله»، وإيران تؤيد قرارات الحزب، ولكن في حال طلبت إيران من الحزب أن يدفع إلى الانتخاب الرئاسي فلا شك في أن «حزب الله» يسهل. وترى الأوساط في باريس أن مبادرة جعجع- عون للانتخابات الرئاسية لن تنجح، لأنها ناقصة، فلا تتضمن المكون السنّي، فيما مبادرة الحريري- فرنجية شاملة بعناصرها: المسيحي- الشيعي- السني، ولكن الأوساط تنتظر لترى إذا كانت الأسابيع المقبلة ستظهر أن ما قاله روحاني لهولاند هو فعلاً دفع أصدقاء إيران في لبنان لانتخاب رئاسي في لبنان. وأكدت الأوساط أن وزيري خارجية فرنسا لوران فابيوس وإيران محمد جواد ظريف تناولا موضوع الرئاسة اللبنانية، وقال ظريف لنظيره الفرنسي إنه ليس لإيران أي مشكلة في المرشح سليمان فرنجية، ولا شيء لديها ضده، لكنه استعجل الترشح. واتفقا على أن يكون هناك حوار سياسي ومتابعة للملف بين باريس وطهران.