توقفت مصادر فرنسية مطلعة عند قناعة جهات لبنانية بأن مبادرة زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لجهة تأييد ترشيح رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية اللبنانية لا تزال قائمة، وأن هناك قناعة لبنانية في نهاية المطاف بأن «حزب الله» قد يتخلى عن تأييد رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون للرئاسة لمصلحة فرنجية، ولكن هذا يحتاج لبعض الوقت وإلى استمرارية وحدة صف وصلابة موقف المؤيدين لفرنجية حالياً، وباريس ترحب بذلك إذا حصل. ولكن تحليل المصادر الفرنسية يختلف بعض الشيء، ففرنسا لديها تساؤل أساسي حول ما إذا كان «حزب الله» سيتخلى عن عون أم سيبقى متمسكاً به. ولا تراهن مئة في المئة على احتمال تخلي الحزب عن عون. وفي السياق، قالت المصادر إن باريس ستثير مع الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال زيارته فرنسا في 28 الجاري، موضوع الرئاسة اللبنانية من دون أن تظهر أنها تطرح مطلباً على إيران «كي لا يرفع الجانب الإيراني الثمن». وتعتبر باريس أن الفراغ الرئاسي في لبنان مشكلة للبنان ولأصدقاء لبنان ومشكلة لإيران وأيضاً لفرنسا وينبغي إيجاد الوسيلة للخروج من هذا المأزق. وستقول باريس للجانب الإيراني إنه إذا اجتمع البرلمان اللبناني فإن المرشحين للرئاسة اليوم هم مقربون من أصدقاء إيران، وبالتالي فإن اللجوء وراء انقسامات المسيحيين لم يعد فاعلاً، وهو ما يفعله باستمرار الجانب الإيراني، ذلك أن موقف طهران هو «التمني بأن تتحسن الأمور في لبنان ولكن المشكلة أن المسيحيين منقسمون». وتقول المصادر إن باريس ستقول للجانب الإيراني: فليعقد البرلمان اللبناني جلسة انتخاب رئيس على أن يفوز بالرئاسة المرشح الذي يحصل على أكثرية الأصوات. وفي كل الأحوال، فإن الفائز هو صديق للجانب الإيراني، فلماذا العرقلة؟ ورأى مصدر فرنسي متابع للملف اللبناني أن مبادرة الحريري في شأن فرنجية أظهرت أن دينامية التحرك في هذا الملف يجب أن تأتي من لبنان وليس من الخارج. ولفت إلى أنه صحيح أن المملكة العربية السعودية أعطت الضوء الأخضر لهذه المبادرة ولكن التعطيل يأتي من اللبنانيين، ولو كان «حزب الله» عازماً على التوصل إلى اتفاق جيد في هذا الملف مع الحريري لما منعته إيران. وخلص المصدر إلى أن السعودية وإيران لم تتفاوضا يوماً في شأن لبنان، وهذا غير مطروح، ولكن بإمكان الملف اللبناني الرئاسي أن يشكل مختبراً لاحتمال بداية انفراج في العلاقة بين الدولتين.