يُجبر مزيد من الأطفال في سورية ممن هم دون 15 سنة، على القيام بأدوار قتالية في المعارك المستمرة منذ خمسة أعوام بين أطراف عدة تتحارب فوق الأرض السورية، إلى جانب العديد من الأطفال الذين قتلوا أو شُوهوا في القصف المتواصل الذي لم يميّز بين مدرسة أو بيت أو مأوى. وفي تصريح للمدير الإقليمي ل «منظمة الأممالمتحدة للطفولة» (يونيسيف) في الشرق الأوسط بيتر سلامة، قال إنه «تم تجنيد مئات الأطفال في العام الماضي، وما يصل إلى 400 طفل قتلوا في المعارك المحتدمة بين أطراف عدة تتصارع في سورية». وأضاف سلامة في كلمة تسبق انعقاد مؤتمر حول الأزمة السورية سينعقد في العاصمة البريطانية لندن أوائل شباط (فبراير) المقبل، أن «يونيسيف تمكنت من تحديد 47 اعتداء وهجوماً على المدارس في سورية، وأن أكثر من 4 آلاف اعتداء طاولت ممتلكات المدارس منذ بدء الأزمة السورية منذ ما يقارب الخمسة أعوام». ونقلت صحيفة «ذا غارديان» الثلثاء الماضي، عن سلامة قوله: «إننا نرى الأطفال عرضة للقتل والتشويه في المدارس والملاعب من جانب جميع أطراف النزاع»، موضحاً أن «هذه النتائج والأعداد ربما هي مجرد غيض من فيض». وذكر مسؤول «يونيسيف» أن المياه أصبحت تستخدم سلاحاً في الحرب، وأن ذلك عرّض حياة 2.1 مليون شخص في حلب (شمال)، للخطر الشديد، إذ قطعت المياه 40 مرة الصيف الماضي، وفي معظم هذه المرات قطعت عمداً، وهي ممارسة بدأت تعود الآن مرة أخرى». وأضاف سلامة: «لدينا الآن 2.8 مليون طفل خارج المدرسة في سورية والدول المجاورة، وهناك كثر من الأطفال الذين لم يدخلوا المدرسة أبداً في الأعوام الخمسة الماضية، في بلد كانت معدلات الحضور في المدراس فيه أكثر من 90 في المئة قبل بداية الحرب». وأوضح أن «خمس الأطفال الذين يذهبون إلى مدارسهم عليهم عبور خط المواجهة للوصول إلى المدرسة، وأن حوالى 50 ألف معلم في عداد المفقودين، وأن ربع المدارس، أكثر من ستة آلاف مدرسة، خارج الخدمة إما لأنها دمرت وتضررت في شكل لا يمكن إصلاحه، أو لأنها تستخدم من جيش النظام السوري أو لاستخدامها مأوى للنازحين في الداخل». وأشار إلى أن الأزمة في سورية تؤثر في جيل كامل، وأن حوالى ثلث اللاجئين الذين يصلون إلى أوروبا الآن هم من الأطفال. وكانت «يونيسيف» أكدت في آذار (مارس) 2015، قيام تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) والجماعات المسلّحة في سورية بتجنيد الأطفال واستخدامهم في النزاعات المسلّحة، ودعت إلى العمل في شكل طارئ للقضاء على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال، وضمان التزام أطراف النزاع ببنود القانون الدولي. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير نشر في آب (أغسطس) 2015، أن «عدد الأطفال المجندين في داعش خلال الشهور السبعة الأولى من 2015، تجاوز 1100 طفل، تم ضمّهم إلى ما يُسمى أشبال الخلافة، وقُتل منهم 89 على الأقل، من ضمنهم 19 طلبوا تفجير أنفسهم بعربات مفخخة». في المقابل، أشار «المرصد» في التقرير ذاته، إلى أن «بلدة السقيلبية الواقعة في ريف حماة الغربي، شهدت تخريج دورة تدريبية لقوات الدفاع الوطني، الموالية للنظام السوري، قيل إنها لما يسمى أشبال الدفاع الوطني، وهم الأطفال دون سن ال18». وأوضح «المرصد السوري» أن «جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة في سورية)، عمدت إلى تدريب مجموعة من الأطفال عبر مركز دعاة الجهاد، في الفترة الواقعة بين منتصف شهري حزيران (يونيو) وتموز (يوليو) 2015». من جهة ثانية، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقرير صدر في تموز 2015، إن «وحدات حماية الشعب الكردية (الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في سورية)، جنّدت عشرات الأطفال دون سن ال18 في صفوفها، في مناطق سيطرتها في الحسكة وعفرين وعين العرب (كوباني)». وأضافت أن «وحدات حماية الشعب لم تفِ بالتزامها تسريح الأطفال المجندين، ولم تتوقف عن استخدام الأطفال والفتيات دون ال18 سنة في القتال، على رغم توقيعها تعهداً بذلك العام الماضي (2014)».