كشفت تقارير محليّة ودوليّة أنّ جميع الأطراف المتنازعة في سورية تجنّد الأطفال من دون ال 16 عاماً، وذلك عبر مزج التعليم بالتدريب على الأسلحة، والطلب منهم القيام بمهمات خطرة من بينها عمليات انتحارية. وذكر تقرير ل«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، صدر في مطلع آب (أغسطس) من العام الحالي، أن عدد الأطفال المجندين في «تنظيم الدولة الإسلامية» (داعش) خلال الشهور السبعة الأولى من العام الحالي، بلغ أكثر من 1100 طفل، تم ضمهم إلى ما يُسمى «أشبال الخلافة»، وقُتل منهم 89 على الأقل، من ضمنهم 19 طلبوا تفجير أنفسهم بعربات مفخخة. وجاء في التقرير أن بلدة السقيلبية الواقعة في ريف حماة الغربي شهدت تخريج دورة تدريبية ل«قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام السوري، قيل أنها ل«أشبال الدفاع الوطني»، وهم الأطفال دون سن ال 18عاماً. ووفق التقرير نفسه، فإن «جبهة النصرة» عمدت إلى تدريب مجموعة من الأطفال، عبر مركز «دعاة الجهاد» في الفترة الواقعة بين منتصف شهري حزيران ( يونيو) وتموز(يوليو) الماضيين، فيما كانت «وحدات حماية الشعب الكردي» جندت عشرات الأطفال دون سن ال 18 في صفوفها، في مناطق سيطرتها في الحسكة وعفرين وعين العرب (كوباني). وقالت «هيومن رايتس ووتش» إن قوات «وحدات حماية الشعب» لم تفِ بالتزامها بتسريح الأطفال المجندين، ولم تتوقف عن استخدام الأطفال والفتيات دون ال18 عاماً في القتال، على رغم توقيعها تعهداً بذلك العام الماضي. بدورها، أكدت «منظمة الأممالمتحدة للطفولة» (اليونيسيف) في آذار (مارس) الماضي، قيام «داعش» والجماعات المسلحة في سورية بتجنيد الأطفال واستخدامهم في النزاعات المسلحة. ودعت إلى العمل في شكل طارئ للقضاء على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال، وضمان التزام أطراف النزاع ببنود القانون الدولي. وذكر تقرير أصدره «مرصد الأزهر» حول تجنيد داعش للأطفال والقاصرات أن «داعش التنظيم الإرهابي الذي يتبنى العنف لهذه الدرجة يوظف الأطفال جواسيس أو مبعوثين برسائل، ويشاركون فى العمليات العسكرية، ولا يفرق هذا التنظيم في استقطابه لعناصر جديدة بين صغير أو كبير أو رجل أو امرأة، فهو ينزع إلى بسط نفوذه وتضخيم عدده بأي وسيلة وعلى حساب أي شيء من دون الاكتراث لأي اعتبارات أخرى». وأعلن متحدث عسكري أميركي أخيراً، أن «داعش» يلجأ على نحو متزايد إلى تجنيد أطفال، تعويضاً عن الخسائر الكبيرة التي ألحقها به التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة. وأبدت قيادة «الجيش الحر» منتصف العام الماضي، استعداداً ل«التعاون مع المنظمات المعنية كافة وبكل الوسائل والآليات الممكنة لأجل متابعة مراقبة هذه الظاهرة الخطرة التي تُصنف واحدة من جرائم الحرب»، داعية جميع الفصائل المقاتلة في المعارضة إلى «وضع آليات لمنع ظاهرة اشراك الأطفال في العمليات العسكرية». وفي ليبيا، أعلن تنظيم «داعش» الشهر الجاري عن قرب تخريج الدفعة الأولى من «أشبال الخلافة» وعددهم 85 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 13 إلى 15 عاماً، مؤكدًا أن الأطفال تلقوا تدريبات على مدار ثلاثة شهور على التفخيخات والعمليات الانتحارية واستخدام الأسلحة.