انهارت جولة مفاوضات غير رسمية بين الحكومة السودانية ومتمردي «الحركة الشعبية – الشمال»، لتسوية النزاع في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، استضافتها العاصمة الألمانية برلين. وتبادل الطرفان اتهامات بالمسؤولية عن فشل المفاوضات وعدم تقديم تنازلات والتراجع عن مواقف سابقة. وقالت مصادر قريبة من المحادثات أن وفد الحكومة رفض مطالب «الحركة الشعبية» بمنح منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق، حكماً ذاتياً، وترتيبات أمنية تضمن احتفاظ الحركة بجيشها خلال فترة انتقالية إلى حين دمجه في القوات الحكومية، اضافة إلى عقد مؤتمر تحضيري بمشاركة القوى المعارضة السلمية والمسلحة في خارج البلاد للاتفاق على طاولة حوار وطني بإشراف دولي. وقال رئيس وفد الحكومة السودانية إبراهيم محمود ان وفد «الحركة الشعبية» رفض ما التزم به سابقاً في اديس أبابا، بالانضمام الى طاولة الحوار الوطني، ودعا الى إسناد رئاسة الحوار الى قوى دولية. كما اتهم مفاوضي المتمردين بالتنصل من مبدأ وحدة الجيش الوطني الذي مثل قاعدة الاتفاق السابق مع الحركة وأظهروا تمسكاً بقواتهم خارج أطر الجيش. في المقابل عزا الناطق باسم ملف السلام في «الحركة الشعبية» مبارك أردول فشل المفاوضات إلى رفض وفد الحكومة السودانية، كل اقتراحات الحركة لحل الأزمة الإنسانية، والوصول الى حوار وطني متكافئ، ووقف الحرب في وقت متزامن في المنطقتين ودارفور. من جهة أخرى، استمرت أمس في منتجع دير زيت الذي يبعد 50 كلم من العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، محادثات بين وفدي الحكومة السودانية وحركتي «تحرير السودان» برئاسة مني اركو مناوي و«العدل والمساواة» بزعامة جبريل ابراهيم. وتركزت على وقف النار في دارفور. من جهة أخرى، كشفت مصادر مقربة من رئيس حركة التمرد في جنوب السودان رياك مشار، عزمه تأسيس حزب جديد بعدما رفض سلفاكير توحيد حزب «الحركة الشعبية» الحاكم. وقالت المصادر إن مشار أكد في لقاء مع قيادات مجموعته تكوين حزب جديد لا علاقة له بحزب «الحركة الشعبية لتحرير السودان» وإن المشاورات تجري لاختيار اسم الحزب الجديد.