شهدت مدينة الديوانية (180 كلم جنوب بغداد) اجتماعاً أمنياً مشتركاً لممثلي محافظات الفرات الأوسط (بابل والنجف وكربلاء والديوانية) هدفه التنسيق لمواجهة الخروقات الامنية في هذه المدن وملاحقة الجماعات المسلحة، فيما اكدت مصادر أمنية وسياسية ان الاجتماع عقد بعدما دعا مقتدى الصدر «جيش المهدي» لحماية المصلين في الحسينيات والمساجد. وقال عضو مجلس محافظة الديوانية داخل صيهود في اتصال هاتفي مع «الحياة» ان «المؤتمر طالب بتوحيد قرارات محافظات الفرات الاوسط وتشكيل غرفة لتوحيد الخطاب مع الحكومة المركزية في أي من القرارات المصيرية التي تهم مصلحة هذه المحافظات». واضاف: «اتفق المؤتمرون على تدارك الخلافات بين المحافظات ووضع خطط للحد من العمليات الإرهابية التي تطاولها». واوضح ان «المجتمعين سعوا الى تسوية الخلافات بين محافظتي بابل وكربلاء من خلال الدعوة الى وضع الخطط الأمنية التي تساهم في خلق ظروف وأجواء جيدة بعد توتر في العلاقات بين المحافظتين لاسباب امنية وسياسية». وأشار الى أن المؤتمر اقر إصدار «هويات خاصة للشخصيات الحكومية المحلية تكون نافذة في محافظات الفرات الاوسط لتسهيل حركتهم». الى ذلك، قال المستشار الاعلامي لمجلس محافظة الديوانية مؤيد الأنصاري إن «الاجتماع جاء بدعوة من رئيس مجلس المحافظة جبير الجبوري لدراسة الوضع الأمني لمحافظات الفرات الأوسط ووضع حد للخروقات والهجمات على المراقد في النجف كربلاء، بالاضافة إلى ضبط حدود هذه المحافظات وتحصينها من اي خرق أمني». وأضاف أن «المجتمعين وافقوا على اقتراح بعقد اجتماع دوري كل ثلاثة شهور لرؤساء مجالس محافظات الفرات الأوسط لمناقشة الأمور العالقة بينها والاطلاع على آخر الأخبار الأمنية». إلى ذلك، أفادت مصادر أمنية رفيعة المستوى ان الاجتماع جاء بعد التحديات الامنية التي ظهرت في المدن الجنوبية والوسطى اثر دعوة الصدر مليشيا «جيش المهدي» الى حماية صلاة الجمعة. وقال مصدر أمني رفيع المستوى في الديوانية، رفض نشر اسمه ل «الحياة» ان «عناصر جيش المهدي في الديوانية اعدادهم تفوق الاجهزة الامنية وهم مسلحون ومدربون». وأضاف: «حصلنا على معلومات تفيد انهم الان على الاستعداد للنزول إلى الشارع ومعاودة نشاطاتهم العلنية»، مشيراً الى ان «اجتماع الديوانية جاء لمنع المليشيات المسلحة من احياء نشاطاتها في الشارع». وكان الناطق باسم تيار الصدر صلاح العبيدي نفى ان تكون دعوة الصدر»جيش المهدي» لمساعدة الاجهزة الامنية احياء لنشاطات هذه الميليشيا. وقال العبيدي في بيان ان «بيان السيد مقتدى الصدر بعد التفجيرات مبادرةً للاستفادة من طاقات المؤمنين في حماية الصلاة والمساجد والحسينيات وعموم الناس كبديل الفساد الاداري والمالي اللذين جعل المرتشين يشرفون على تشكيلات كبيرة في الجيش والشرطة». وزاد: «طبلت الكثير من الواجهات الاعلامية لهذه المبادرة وكأنه يحرم على المؤمنين ويحرم على ابناء جيش الامام المهدي الانخراط في الاجهزة الامنية متناسين جهود اصحاب العقيدة في صد هجمات القاعدة التكفيرية وتخليص العاصمة بغداد من براثنها وكانه لا يجوز الا لغير الملتزمين وغير المنضبطين ان ينخرطوا في السلك الامني وهذه مغالطة كبيرة جداً». وتساءل: «اليس مئات الآلاف من الشباب خرجوا للتصويت لكتلة الاحرار (كتلة الصدر) فلماذا يحرم عليهم ما يحل لغيرهم .اين الوطنية؟ اين المساواة بين ابناء الشعب العراقي في الحقوق والواجبات»؟ وأضاف ان «العلمانيين يتهموننا بالتشدد وهم الاكثر تعصباً ضد حقوقنا».