في وقت تسعى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تقسيم سجناء غوانتانامو إلى إرهابيين مشتبه بهم او افراد يتعين عليها إعادتهم إلى أوطانهم أو إعادة توطينهم في دولة أخرى، وزّع السجناء أنفسهم بطريقة مختلفة تماماً. وذكر مسؤولون في السجن الحربي الأميركي أن هذا التقسيم الذاتي جرى على أساس أؤلئك الذين يحبون مشاهدة التلفزيون وأؤلئك الذين لا يحبون. وقال نائب مسؤول عمليات الحجز المقدم في الجيش الأميركي أندرو مكانوس: «التلفزيون حد فاصل». وأضاف: «المعسكرات قسمت على أساس من يشاهد التلفزيون ومن لا يفعل». وأتى هذا الكلام امام صحافيين كانوا يزورون سجن غوانتانامو لتغطية محاكمة السجين الكندي عمر خضر قبل تأجيل موعد الجلسة، ما سمح لهم اول من امس بجولة قصيرة على عدد من معسكرات الاحتجاز. وصرح مكانوس أنه خلال السنوات القليلة الماضية حاول الجيش تشجيع حسن السلوك بين المحتجزين وإعطاء ميزات لمن يطيع قواعد السجن. وقال إن نحو 80 في المئة من المحتجزين يعيشون الآن في معسكرين حيث يستطيعون تناول الطعام معاً وحضور حلقات دراسية ومشاهدة التلفزيون في حلقات صغيرة خلال ساعات النهار. ولم يسمح للصحافيين بالتحدث مع السجناء وإن سمح لهم بمشاهدتهم من بعيد. إذ كانوا مجتمعين في مناطق مفتوحة لمشاهدة مباراة لكرة القدم على شاشة تلفزيونية كبيرة. وأشار مكانوس الى ان «التلفزيون يشتغل على مدار النهار في هذا الجناح». ولفت الى المساعي التي يبذلها وأجهزته لعرض مباريات كأس العالم في كرة القدم التي تقام قريباً في جنوب افريقيا. ويصل البث التلفزيوني إلى السجن الحربي الأميركي في كوبا عبر الأقمار الاصطناعية، ويمسك الحراس بالريموت كونترول من بعد لضمان أن يتابع السجناء القنوات التي وافق عليها المستشار الأمني، وهي، قناة رياضية وقناة لبث الصلاة من مكة إلى جانب عدد من القنوات الأخرى. وقال أحد مشرفي الحراس طلب عدم الكشف عن اسمه إن نحو نصف السجناء عزلوا أنفسهم في مجموعات منفصلة من الزنزانات للهروب من التلفزيون المتطفل على عزلتهم. وصرح مسؤولون عسكريون أن سياسات الترفيه الجديدة والإعلان عن إعادة بعض السجناء إلى أوطانهم أو إعادة توطينهم في دول أخرى، ساهمت كلها في تحسن الأجواء والسلوك داخل السجن.