علّق غياب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إجابات أسئلة «فتيات جدة» إلى أجل غير مسمى، بعد تعذر مشاركتهم في ملتقى «تعرف على حقوقك» الذي نظمته حملة «شبابنا غير... فيهم خير» أول من أمس. وتبقى تساؤلات: «ماذا يريد الشبان والفتيات من رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ وماذا يريد رجال الهيئة من الشبان والفتيات؟» جدلية تكررت ضمن أسئلة سبعة طرحتها استبانة عامة حول العلاقة بين الهيئة والشبان اضطرت معهما ثلة من فتيات وشبانها جدة إلى تأجيل الإجابة عليهما، معللين هذا التأجيل بحجة أن الاستفهامين كبيران جداً، ويحتاجان إلى التمهل والتفكير بعمق قبل الإجابة عنهما، كونهما يعدان حجر الزاوية الرئيسي في هذه العلاقة. وكانت حملة شبابية داخل مدينة جدة رمزت لنفسها ب«شبابنا غير... فيهم خير» يقودها مجموعة من شبان وفتيات المدينة وزّعت استبانة جريئة من طريق ملتقى نظمته بعنوان «تعرف على حقوقك»، ووضعت فيه عدداً من الأسئلة العميقة، بدءاً من مفهوم العلاقة بين رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والفتيات؟ ومن يتحمل ضعفها؟ وماذا يريد كل طرف من الآخر؟ وما أنجح الطرق لتحسين الصورة السلبية عن رجال الهيئة؟ في استفهامات فاجأت الحضور، وأخرت من تسلمهم أوراق الاستبانة حتى إشعار آخر. بدوره، أكد المشرف على قسم الفرق الشبابية في الندوة العالمية الإسلامية وأحد المنظمين للحملة مصطفى أحمد خرد ل«الحياة» أن الملتقى يسعى إلى تقريب العلاقة بين الطرفين، وشرح هذه العلاقة للشبان والفتيات كافة، إضافةً إلى تغيير الفكرة العالقة في أذهان الجميع عن رجال الهيئة، مشيراً إلى أن الحملة هدفت من خلال توزيعها الاستبانة إلى معرفة توجهات وآراء الشبان حول عمل الهيئة، وأنجح الطرق لتحسين وتغيير الصورة السلبية عن رجال الهيئة. وشدد على أن حملة «شبابنا غير... فيهم خير» لها تجارب سابقة مع أعضاء الهيئة من طريق الوصول إلى مقارهم ومكاتبهم، والتعرف على آرائهم وتوجهاتهم، وطرح مفاهيم ورغبات الشبان حول كيفية تعامل أعضاء الهيئة معهم، لافتاً إلى أن الحملة ستسعى خلال الفترة المقبلة إلى عقد لقاءات مفتوحة معهم، للإجابة عن كثير من الاستفسارات وإزاحة الضبابية التي تكتنف علاقتهم مع أفراد مجتمعاتهم. بدورها، نبهت إحدى المنظمات للحفلة ومسؤولة التخطيط هاجر الشامي إلى أهمية إدراك أن أي عمل لابد أن يحوي بعض الأخطاء، والهيئة مثلها مثل أي جهاز ضبطي يحتمل الصواب والخطأ، مؤكدةً أن الهدف الأساسي من الحملة يرتكز على تحسين صورة رجال الهيئة داخل المجتمعات الشبابية، إضافةً إلى تعريف أعضاء الهيئة بأخطائهم التي نأمل منهم تلافيها مستقبلاً وتطويرها نحو الأفضل. وقالت ل«الحياة»: «نسعى إلى إفهام الهيئة ورجالها، أن يتنبهوا للشبان والفتيات الذين تعودوا أن يرتدوا ملابس معينة، وتكون لهم طريقة معينة في سلوكيات حياتهم، وألا يحكموا عليهم خارجياً من دون النظر إلى معدنهم الداخلي وما يحملون من أفكار ورؤى تعد نيرة وذات بعد اجتماعي وأخلاقي متزن». وأضافت: «إن الحملة عاقدة العزم في مقبل الأيام على عمل لقاءات مع الهيئة ورجالها، لكسر الحاجز الكبير والقديم بين الهيئة وأفراد المجتمع، وللتعريف بدور كل جهة»، مشيرةً إلى أن أعمال الهيئة تحتاج دائماً إلى التطوير والتعديل مثلها مثل أي جهاز حكومي، «ونحن بدورنا سننظم الدورات، ونثقف الشبان والفتيات، ونحملهم على كل فعل أو قول جميل».