تراجعت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن قرار اتخذته يعفي عدداً من مديري فروعها من مناصبهم، ومنهم مدير فرع منطقة مكةالمكرمة أحمد الغامدي الذي أثارت تصريحاته عن جواز الاختلاط جدلاً بين رجال الدين في السعودية. وبعد ساعات من نشر وكالة الأنباء السعودية خبراً عن تعديلات في فروع «الهيئة» في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورةوالقصيم وحائل، عادت وألغت الخبر وبثت بديلاً عنه. وتلقت «الحياة» رسالة من المتحدث باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبدالمحسن القفاري يؤكد فيها «عدم دقة الخبر المرسل عن تعديلات إدارية لبعض فروع رئاسة الهيئة، خصوصاً المتعلق بفرعي مكةالمكرمة وحائل»، مشيراً إلى أن «الإدارة طلبت عدم نشره». وكان نص الخبر الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية كالآتي: «أصدر الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبدالعزيز الحميّن قرارات تضمنت تعديلات إدارية في بعض فروع الرئاسة، تدعيماً لمسيرة تطوير الهيئة ورفع الأداء، انسجاماً مع الخطة الاستراتيجية للرئاسة». وأوضح المتحدث باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبدالمحسن بن عبدالرحمن القفاري، أن قرارات التعديل جاءت بالتنسيق مع الجهات المختصة إثر انتهاء المدة النظامية لتكليف بعض العاملين، وشملت الحركة الجديدة مناطق مكةالمكرمةوالمدينةالمنورةوالقصيم وحائل على النحو الآتي: تكليف الشيخ سليمان بن عبدالله الرضيمان مديراً عاماً لفرع الرئاسة العامة في منطقة مكةالمكرمة، وتكليف الشيخ عبدالله بن صالح الفواز مديراً عاماً لفرع الرئاسة العامة في منطقة المدينةالمنورة، وتكليف الدكتور فهد بن محمد الخضر مديراً عاماً لفرع الرئاسة العامة في منطقة القصيم، وتكليف الشيخ سعيد بن يحيى الزهراني مديراً لفرع الرئاسة العامة في منطقة حائل. وأضاف: «شملت القرارات تعيين مساعدين لهم ضمن سلسلة تغييرات إدارية تستهدف التهيئة لبرامج التطوير، التي تركز حالياً على رفع كفاءة الخدمة الرئيسية للهيئة، ممثلة في العمل الميداني وتعزيزه، بعد تطبيق الخريطة التنظيمية الجديدة المعتمدة من اللجنة الوزارية للتنظيم الإداري، وأُحدثت بموجبها وكالات للرئاسة وإدارات عامة للشؤون الميدانية والقانونية وتقنية المعلومات ووحدة لحقوق الإنسان»، لافتاً إلى أن مسيرة التطوير في الرئاسة تستمد جوهرها من تطلعات ولاة الأمر، الذين يولون هذه الشعيرة جل العناية والدعم، انطلاقاً من قيمتها الشرعية ومكانتها في منهج هذه البلاد. من جانبه، قال المدير العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكةالمكرمة الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي ل«الحياة» أمس، إنه لا يزال مستمراً في عمله، ولم تنته علاقته بالجهاز، مؤكداً أنه ينتظر قرارات الرئيس العام للهيئة لتوجيهه في مهام جديدة. واعتبر تكليف عبدالله الرضيمان مديراً عاماً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكةالمكرمة من باب التغيير والتجديد، من أجل تطوير الجهاز. يذكر أن الغامدي شغل منصب المدير العام لهيئة المنطقة قبل ثلاثة أعوام، إذ أكد قبل أسابيع عدة ل«الحياة»، أن الاختلاط الذي رجح جوازه في بحثه له ضوابط شرعية، وهو خروج المرأة فيه لحاجتها، أو لحاجة المجتمع إليها، دينية أو دنيوية، فتخرج كما أمرها الله بجلبابها وخمارها وحشمتها، بعيداً عن المزاحمة والريب، فإذا استوفي ذلك فلا إشكال في اختلاطها بالرجال، وعرج في بحث آخر له بأنه لا يصح الإنكار على من ينادي بعدم إغلاق المحال التجارية في أوقات الصلاة.