حذفت إدارة موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" لوحة نشرها الفنان السوري مصطفى يعقوب على الموقع، وتظهر فيها قطة في صحن، وإلى جانبها سكين وملعقة وشوكة وقطعة خبز طاولها العفن، في إشارة إلى أن أهالي المناطق المحاصرة في سورية اضطروا إلى أكل القطط في ظل الحصار والجوع الذي يواجهونه. واعتبرت إدارة الموقع أن اللوحة "مخالفة لحقوق الحيوان"، على رغم أنها توضح معاناة سكان المناطق المحاصرة، في وقت قال يعقوب إن حذف اللوحة على رغم أنها نالت الكثير من المشاركات والاعجابات على الموقع، شكل "دافعاً لتحدي الرقابة الفايسبوكية"، مضيفاً انه "يجب أن نأخذ قوانينهم ذاتها التي يدعون الاهتمام بها، مثل موضوع تعذيب الحيوانات والاستفادة من هذه الفكرة، وإرجاع الكرة إلى ملعبهم". وصمم يعقوب الذي عُرف بلوحاته الداعمة للثورة، لوحة أخرى تظهر ثلاث قطط، يقولون: "أنقذوا أهل مضايا لأنهم يأكلوننا". ونقلت وسائل إعلام محلية عن يعقوب إشارته إلى أن اللوحة الثانية تهدف إلى "كشف عورة العالم وادعاءاته الإنسانية وحرصه على حقوق الحيوان، في حين يتعامى عن موت الآلاف من المدنيين في مضايا، فلربما تهتز ضمائرهم قليلاً إذا طالبتهم القطط بفك الحصار ليتوقف الناس الجياع عن أكلها". ولفت يعقوب إلى أن صحافية أميركية من "نيويورك تايمز" شاركت لوحته الثانية على "فايسبوك"، وكتبت أن "السوريين لم يعودوا يؤمنون ويثقون بأن العالم يقيم وزناً أو قيمة لحياتهم، لذا فهم يطالبون العالم بإنقاذ الحيوانات الأليفة التي يأكلها المحاصرون من الجوع". وطالب الفنان السوري مواطنيه بألا يتوقفوا عن المطالبة بفك الحصار، حتى لو أدخلت الأممالمتحدة بعض المساعدات، فهذا "لن يحل المشكلة أبداً، بل هو مجرد تضليل وحرف لمسار المطالبات من فك للحصار إلى إدخال مساعدات"، مضيفاً أن "الفن هو أفضل من يقوم بهذه المهمة على المستوى الإعلامي". ويتعرض أكثر من 40 ألف مدني من أهالي مدينة مضايا إلى حصار خانق فُرضته القوات السورية و"حزب الله" الموالي للنظام السوري، منذ أكثر من ستة أشهر. وأشار ناشطون إلى أن 30 شخصاً من أهالي المدينة السورية توفوا بسبب الجوع نتيجة هذا الحصار، فيما تم تلغيم محيط المدينة بنحو 6 الاف لغم أرضي، وأدى انفجار بعض هذه الألغام إلى فقدان 15 شخصاً من أبناء المدينة أطرافهم.