بعد 7 أشهر من التجويع، كسرت قوافل الإغاثة حصار مضايا أمس. وقال شاهد عيان: إن شاحنات تحمل مواد إغاثة إنسانية دخلت بلدة مضايا السورية القريبة من الحدود اللبنانية أمس. ووصلت أولى الشاحنات ال 44 إلى مضايا عصر أمس، تزامنا مع بدء وصول أولى الشاحنات ال 21 إلى بلدتي الفوعة وكفريا في إدلب. وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا بافل كشيشيك: دخلنا البلدات الثلاث بشكل متزامن. وأضاف مسؤول في الهلال الأحمر السوري، أن شاحنتين محملتين بالبطانيات واثنتين بالمواد الغذائية، دخلتا إلى مضايا تزامنا مع دخول شاحنات مماثلة في إلى الفوعة وكفريا. وأفاد المسؤول، أنه سيسمح بخروج عشرات الأشخاص من البلدة. وتحمل الشاحنات وفق المنظمين، حليبا للأطفال وعبوات مياه وبطانيات ومواد غذائية، وأدوية للأطفال وللأمراض المزمنة يفترض أن تكفي لمدة ثلاثة أشهر، ومستلزمات ضرورية للجراحات الطارئة.وعاش أهالي مضايا على مدار 200 يوم حصار خانق، عانوا خلاله الويل والثبور، حيث ينقل أحد المحاصرين هول ما يحصل في هذه المدينة المحاصرة، واصفا أهالي المدينة بالهياكل العظمية.ويروي فيصل قصص الهول من قلب مضايا، ويقول: وصل سعر كيلو الحليب إلى ما يقارب 100 ألف ليرة سورية، حيث عرض محمد علي خريطة سيارته للبيع مقابل 5 كيلوجرامات من الحليب، بعد أن سئم رضيعه شرب الأعشاب. في حين عرض آخر سيارته للبيع مقابل 10 كيلوجرامات طحينا، وآخرون عرضوا منازلهم للبيع مقابل 150 كيلوجراما من الطحين. ويضيف فيصل «لم نعد بحاجة لفتاوى الشيوخ لكي نأكل لحم القطط، لأننا وضعنا بين حدين للسيف إما الموت جوعا أو بالألغام التي تحيط بسجننا». فيما يصف أحد الفارين من الحصار الوضع في مضايا -تلك المنطقة السياحية التي كان معظم أهالي سوريا يتباهون بالتبضع من أسواقها- بأنها اليوم تعاني أبشع أنواع الحصار في القرن الواحد والعشرين، فهناك 50 حالة إغماء بشكل يومي نتيجة الجوع الشديد، وأكثر من 850 طفلا رضيعا حياتهم مهددة بالخطر، نتيجة عدم توفر حليب الأطفال، ناهيك عن مختلف أنواع الأمراض التي يواجهها أهل البلدة.ومع انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير جدا وتساقط الثلوج، تتعمق معاناة المدنيين القاطنين في بلدتي مضايا وبقين، حيث هم الآن محاصرون بالجوع والبرد والثلوج.. الوضع كارثي والتهديدات حقيقية بازدياد أعداد الذين سيموتون إما بسبب الجوع أو البرد، جلهم من الأطفال والنساء.40 ألف سوري محاصرون في مضايا من طرف النظام السوري منذ أشهر، لا غذاء و لا دواء.. جلود وعظام تحمل أسماء بشر كانوا يمشون، يأكلون، ويشربون.. كل هذه المأساة .. «صنع في إيران».