أبدى قادة امنيون عراقيون ارتياحهم إلى تأكيد تنظيم «القاعده» مقتل زعيميه أبو أيوب المصري وأبو عمر البغدادي في عملية عسكرية مشتركة بين القوات العراقية والاميركية. وأكد مساعد وكيل وزير الداخلية لشؤون الشرطة اللواء طارق العسل ان «اعلان مقتل زعيمين بارزين في القاعدة يبعث على الارتياح. ويؤكد نجاح الخطط الامنية التي تضعها المؤسسات العسكرية والامنية باشراف القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي». واوضح ان «اعلان القاعدة مقتل قيادييها البارزين، وان جاء متأخراً بعض الشيء، إلا انه يشكل انجازاً كبيراً يضاف الى انجازات الحكومة في تصديها للارهاب ومحاربته بكل الوسائل المتاحة». وأصدر تنظيم «القاعدة» بياناً باسم «دولة العراق الإسلامية،» نشر على موقع الكتروني تصريحات لأبي الوليد عبد الوهّاب المشهدانيّ، الذي يشغل منصب «وزير الهيئات الشّرعية»، أكد فيها مقتل البغدادي والمصري، الذي يعرف أيضاً باسم أبو حمزة المهاجر. وقال المشهداني: «حقيقة الأمر أنّ أمير المؤمنين (البغدادي) رحمه الله كان قد وصل إحدى المضافات في تلك المنطقة يستقبل زواراً لحسم بعض شؤون الدولة، وحضر اللّقاء وزيره الأول أبو حمزة المهاجر، ولمّا وصلت القوة المهاجمة اشتبكت معها مفرزة الحماية وأجبرتها على الانسحاب». وأضاف البيان: «ما تجرأوا على دخول المنطقة، ولم تطأ أرجلهم الموقع إلا بعد أن قصف الجبناء عدة أهداف بينها ذلك المنزل بالطائرات، وتأكدوا من تدميره بالكامل وقتل من كان فيه، ثمّ فوجئوا بوجود الشيخين رحمهما الله». واضاف: «ننبّه المسلمين إلى أن الحلف الصليبي - الرافضي سيستمر باستثمار هذه الحادثة والضغط الإعلامي لتلميع صورة الأجهزة الأمنية المهترئة لحكومة المنطقة الخضراء، والإعلان عن انتصارات موهومة على المجاهدين هو في أشدّ الحاجة لها بعد أن زلزلت ضربات المجاهدين أركان دولته وأسقطت ما تبقى من هيبته». وقلل البيان من تأثير مقتل الرجلين على عمل التنظيم، مؤكداً انهما «كانا متأهبين للموت». من جهته، اكد عضو اللجنة الامنية في مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي ان» الاجراءات الامنية الاخيرة التي اسفرت عن مقتل ابرز اقطاب القاعدة انما عكست توجهات جديدة لدى الحكومة في محاربة الارهاب». وأنه «على رغم اعتراضنا على اداء الحكومة في المجال الامني الا ان الخطوات الاخيرة التي ادت الى مقتل رموز كبيرة في القاعدة، اكدت جديتها وتغييراً استراتيجياً كبيراً في خططها وتوجهاتها الامنية وهو ما يشكل انتصارا حقيقياً لها في دحر الارهاب واختراق صفوفة». واضاف: «نحتاج الى انجازات اكبر في هذا المجال فضلاً عن تعاون الاشقاء في دول الجوار من خلال تجفيف منابع الارهاب التي ربما تتخذ بلدانهم مقرات لها حسب قربها من العراق». إلى ذلك، استمرت قوات الامن العراقية في مطاردة تنظيم «القاعدة» في منطقة حوض حمرين، على ما أعلن مسؤول عراقي عسكري رفيع المستوى. وقال اللواء محمد العسكري الناطق باسم وزارة الدفاع: «بدأنا عملية عسكرية لملاحقة عناصر القاعدة في معظم مناطق جبال حمرين». يذكر ان هذه الجبال سلسلة من الهضاب تمتد من محافظة ديالى الى الشمال الغربي، مروراً بمحافظة صلاح الدين وكركوك وصولاً الى الحدود السورية. واكد العسكري ان العملية «اثمرت حتى الان عن القبض على احد ابرز المطلوبين في تنظيم «القاعدة» ابو حمزة الخشالي في منطقة التحرير وسط بعقوبة، على قوائم المطلوبين الخطرين». وأشار الى ان القوات تمكنت من اعتقال قيادياً آخر، المكنى ابو فاطمة وهو العقل المخطط والمدبر للتفجيرات التي وقعت في يوم الانتخابات التشريعية في بعقوبة». وشهدت محافظة ديالى وكبرى مدنها بعقوبة سلسلة من التفجيرات أودت بحياة عدد من الاشخاص واصابة العشرات يوم الانتخابات. وأوضح العسكري ان «العمليات مستمرة لملاحقة الاهداف المطلوبة التي تتوافر معلومات عن حركتها من منطقة الى اخرى ومن قرية الى اخرى». يذكر ان منطقة حوض حمرين تضم معظم معسكرات تنظيم «القاعدة»، وتتميز بطبيعتها الوعرة وتضم كهوفاً وودياناً يصعب على السيارات الوصول اليها، وتعد من اهم المناطق التي يتخذها التنظيم مقراً.