أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم أن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو مستعد لتسوية مرحلية مع الفلسطينيين تقضي بإقامة دولة فلسطينية في حدود موقتة، في مقابل إرجاء بحث قضية القدس إلى أجل غير مسمى ومواصلة البناء الاستيطاني في القدسالشرقيةالمحتلة. وكتب المعلق السياسي في الصحيفة ألوف بن أن نتانياهو يرى في تسوية مرحلية المخرج الوحيد الممكن من الجمود السياسي الحاصل منذ أكثر من عام، رغم التوقعات بأن الفلسطينيين سيرفضون الفكرة. وأضاف أن نتانياهو وكبار مساعديه منشغلون في الأيام الأخيرة في إجراء اتصالات مكثفة مع ممثلي الإدارة الأميركية في محاولة لتخفيف حدة الأزمة في العلاقات بين البلدين. وتابع أن الإدارة الأميركية أطلقت في الأيام الأخيرة جملة إشارات لاستعدادها لتحسين العلاقات مع إسرائيل تمثلت أساساً في رسائل مصالحة أبرزت التزام الولاياتالمتحدة أمن إسرائيل، كما فعل الرئيس الأميركي باراك اوباما في رسالة التهنئة لإسرائيل بالذكرى السنوية ال 62 لقيامها. وكتب بن أن التصريحات العلنية وغير العلنية لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين كبار تشير إلى أن الصيغة الآخذة بالتبلور لإنهاء الأزمة تقوم على دفع تسوية مرحلية بين إسرائيل والفلسطينيين تشمل إقامة دولة فلسطينية في حدود موقتة، إرجاء بحث قضية القدس في موازاة التزام إسرائيل بالامتناع عن استفزازات، تحديد نقاط الخلاف بين اوباما ونتانياهو وفي مقدمها البناء في القدس، تصلب أميركي ما تجاه ايران وسورية. وأشار المعلق إلى حقيقة أن أقامة دولة فلسطينية في حدود موقتة مشمولة في خريطة الطريق الدولية من العام 2003 التي نصت بأن المرحلة الثانية من تطبيقها تقضي بإقامة دولة في حدود موقتة لكن الفلسطينيين عارضوا هذه الفكرة إذ يرون في إقامة دولة في حدود موقتة وصفةً لإدامة الاحتلال الإسرائيلي. وتابع المعلق أن مبادرة نتانياهو ستلقى معارضة شديدة لدى شركائه من اليمين الذين يرفضون تقديم أي تنازل، أي تنفيذ أي انسحاب من الضفة الغربية أو تفكيك أية مستوطنة لإتاحة إقامة دولة فلسطينية حتى في حدود موقتة. وأشار إلى أنه في حال رفض الفلسطينيون الفكرة فسيكون في وسع نتانياهو الادعاء بأن الفلسطينيين يفوّتون على أنفسهم فرصة تحقيق السلام. في غضون ذلك أعربت أوساط نتانياهو عن ارتياحها لنتائج استطلاع للرأي الأميركي جرى أخيراً أكدت دعم الأميركيين مواقف إسرائيل من صراعها مع الفلسطينيين، إذ أبدى 57 في المائة تعاطفاً مع إسرائيل فيما رأى 68 في المائة أنه ينبغي على الرئيس الأميركي أن يكون "مؤيداً قوياً" لإسرائيل. ورأى 44 في المائة أن الرئيس اوباما يعالج في شكل سلبي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فيما قال 67 في المائة من اليهود المستطلعين أنهم ليسوا راضين عن سياسة الأميركية في الشرق الأوسط. وأشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن الرئيس اوباما يبذل جهودا كبيرة لإقناع يهود الولاياتالمتحدة، عشية الانتخابات النصفية، بأنه يدعم إسرائيل وعليه بعث برسالة بهذه الروح إلى رئيس "مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية" الن سولو أكد فيها وقوفه إلى جانب إسرائيل مضيفاً أن "شيئاً لن يفصل بيننا وبين إسرائيل.. وانه عندما تحصل خلافات في الرأي نعمل على تسويتها كحلفاء قريبين