اعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جيمس جونز أن «امتلاك ايران سلاحاً نووياً سيغيّر صورة المنطقة»، مشيراً الى أن واشنطن لم ترَ حتى الآن أي مؤشر من طهران يفيد برغبتها في تسوية المسائل العالقة «في شكل بناء». وربط جونز بين عملية السلام والملف الإيراني، داعياً الى الإسراع في إقرار حل الدولتين، كما حص اسرائيل على وقف «الأعمال التحريضية في القدسالشرقية»المحتلة. وفي خطاب أمام «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، تحدث جونز عن تحديَين بارزين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط: «الأول منع إيران من امتلاك سلاح نووي»، والثاني «بناء السلام الدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بوصفه جزءاً من السلام الشامل في المنطقة». وفي الملف النووي الإيراني، اعتبر جونز أن سياسة عدم الانخراط مع طهران «لم تعمل»، لافتاً الى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما مد يده للإيرانيين وحصل اجتماع جنيف في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي حيث عرضت الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) على ايران نقل اليورانيوم الذي تنتجه الى الخارج وتحويله الى وقود وإعادته الى طهران، بأسعار أرخص من الكلفة الحالية. وأضاف أن طهران «رفضت العرض بعدما كانت قبلته، وحتى الآن لم نرَ أي مؤشر من القيادة الإيرانية بأنها تريد تسوية المسائل العالقة في شكل بناء». وأشار الى أن «هذا ليس تصرف لاعب دولي مسؤول أو حكومة ملتزمة الديبلوماسية السلمية وعلاقة جديدة مع شريك قادر وجاهز». واعتبر جونز أن تعنت ايران وعدم تنفيذها التزاماتها الدولية في الملف النووي ودعمها الإرهاب، «تشكل تهديداً إقليمياً وعالمياً»، محذراً من أن «امتلاك ايران سلاحاً نووياً سيغيّر صورة الشرق الأوسط، بإطلاقه سباق تسلح نووي، وتعزيز احتمالات النزاعات، ويقوي الإرهابيين والمتطرفين» في المنطقة. من هنا أكد جونز أن واشنطن تعمل مع حلفائها على مسار العقوبات ولزيادة الكلفة على تنصل طهران من التزاماتها الدولية. وقال إن هذا العمل يتضمن «قراراً جديداً بفرض عقوبات، في مجلس الأمن». وإذ أكد أن عرض الانخراط الذي قدمه أوباما «ما زال صالحاً ونحن مستعدون لمستقبل أكثر إيجابية»، شدد جونز على ان «استكمال قادة طهران انتهاك التزاماتهم، سيضعهم أمام عزلة أكبر. نأمل بأن تقوم ايران بالخيار الصحيح». وأكد أن أوباما كان «شديد الوضوح في اصرار الولاياتالمتحدة على منع ايران من تطوير سلاح نووي، لتفادي سباق تسلح في المنطقة ومنع وصول التكنولوجيا النووية لمنظمات ارهابية». وربط جونز بين الملف الإيراني وعملية السلام، محذراً من استغلال ايران للنزاع «لإبقاء الجميع في المنطقة في موقع دفاعي وللحد من عزلتها». وقال: «من الطرق التي تستخدمها إيران لبسط نفوذها في الشرق الأوسط، استغلال الصراع العربي - الإسرائيلي المتواصل. دفع هذا السلام قدماً، يساعد على منع إيران من تحويل الانتباه بعيداً من إخفاقها في الوفاء بالتزاماتها». وأشار الى أن السلام يسلب إيران و «حزب الله» وحركة «حماس» فتيلاً للنزاع، موضحاً أن السلام بين «إسرائيل وسورية، إذا كان ممكناً، يمكن أن يأتي بنتائج تحوّلية على المنطقة». وجدد التزام واشنطن بصداقتها وحلفها الأمني والسياسي مع إسرائيل والرابط «الذي لن ينكسر» بين البلدين، مؤكداً أن «على الجميع أن يعلم انه ليس هناك اي خلاف بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل، عندما يتعلق الأمر بأمن إسرائيل. التزامنا إزاء أمن إسرائيل لا يتزعزع. إنه بالقوة ذاتها التي كان عليها دائماً». واعتبر أن الواقع الحالي «غير مستديم بالنسبة الى هوية إسرائيل بوصفها دولة يهودية ديموقراطية آمنة، وبسبب الساعة الديموغرافية التي لن تعود الى الوراء». كما أكد أن هذا الواقع لا يمكن أن يستمر بالنسبة الى الفلسطينيين ودول المنطقة، كونه «يقوي الرافضين ويضعف الراغبين في السلام». وأعرب جونز عن «خيبة أمل» لعدم انطلاق المفاوضات المباشرة» بين الإسرائيليين والفلسطينيين، داعياً «جميع الأطراف الى وقف الأفعال التحريضية، بينها الأفعال الإسرائيلية في القدسالشرقية والتحريض الفلسطيني الذي يثير شكوكاً لا الثقة». وحضّ جونز «القادة الحاليين» في المنطقة على التحلي ب «الشجاعة والقيادة اللتين أظهرهما انور السادات والملك حسين واسحق رابين».