قضت محكمة مصرية السبت الماضي ببراءة الروائي أحمد ناجي من تهمة "خدش الحياء العام"، بعدما نشر فصلاً من روايته "استخدام الحياة" في مجلة "أخبار الأدب" في آب (أغسطس) 2014. ونقلت صحف محلية عن "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان"، قول ناجي إن "المحكمة استمعت في البداية للشاهدين، محمد سلماوي وصنع الله إبراهيم، وشرح الاثنان الفرق بين المقال والرواية والعمل الإبداعي". وأكد سلماوي خصوصية النص الأدبي وعدم جواز اقتطاعه من سياقه، وأن الأدب علم له قواعده النقدية التي يحاكم من خلالها. وجاء في شهادة سلماوي أمام المحكمة أن "استخدام الحياة" تنتمي إلى اتجاه جديد في الرواية العالمية يسمى «غرافيك نوفيل» تمزج بين الكتابة الروائية والرسوم الفنية. ونقل موقع "ذي دايلي بيست" الأميركي عن ناجي قوله ان "المدعي لا يفهم معنى الرواية، ولذلك يتعامل معها على أنها اعتراف ذاتي"، مضيفاً أنه "بالنسبة إليهم، ليس بطل الرواية من تدور أحداث الرواية حوله، بل أحمد ناجي". وذكر الموقع أنه على رغم أن هيئة الرقابة المصرية مررت رواية ناجي، إلا أن محامياً مصرياً "شعر بالإهانة" عندما قرأ الفقرة من فصل الرواية المحتوية على "جنس ومخدرات"، لدرجة أنه، على حد قوله: "أُصيب بالمرض وانخفض ضغط الدم" لديه. وبموجب قضايا "الحسبة"، بإمكان أشخاص رفع دعاوى قضائية في مصر لحماية "مفهوم المجتمع لما هو صحيح وما هو خاطئ"، وفقاً ل "دايلي بيست". وذكرت مواقع إخبارية محلية أن أمر الإحالة تضمن اتهام ناجي "بنشر المتهم مادة كتابية نفث فيها شهوة فانية ولذة زائلة، وأجّر عقله وقلمه لتوجه خبيث حمل انتهاكاً لحرمة الآداب العامة...". إلا أن ناجي قال ل"دايلي بيست": "إنهم (المدعون) جاهلون. يجدون قضية مثل هذه تهتم بها الصحافة والإعلام، ويستغلونها فرصة ليظهروا على أنهم حُماة الآداب العامة، وليحصلوا على بعض الاهتمام". وفي 12 كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي، أُحيل أحمد ناجي ورئيس تحرير "أخبار الأدب"، طارق الطاهر، إلى محكمة الجنايات، بتهمة "نشر مقال جنسي خادش للحياء" في حق ناجي، بينما اتُهم رئيس التحرير طاهر ب"التقصير في عمله" لأنه سمح بنشر فصل من الرواية.