أعلنت القيادة الأميركية العسكرية في القارة الأفريقية (أفريكوم) ومركزها مدينة شتوتغارت الألمانية، خطةً من 5 سنوات لمواجهة التهديدات الإرهابية في القارة السمراء ويتصدرها صعود تنظيمات «داعش» في ليبيا والذي قدّرت قوته ب3500 مقاتل، و «بوكو حرام» و «حركة الشباب» في الصومال وبقية دول القارة. ولم تتحدث الخطة عن إرسال قوات أميركية إنما استعرضت خطوات مع الاتحاد الأفريقي لمواجهة التحديات. وأشارت الخطة التي نشرت «أفريكوم» ملخصاً عنها على موقعها الإلكتروني، إلى تحرك مدته 5 سنوات «لإضعاف حركة الشباب الإرهابية في الصومال ونقل المهمة من الاتحاد الأفريقي إلى الحكومة الصومالية». أما الأولوية الثانية، فهي «الدولة الفاشلة في ليبيا وتكثيف الجهود لاحتواء عدم الاستقرار هناك»، فيما تستند الأولويتان الثالثة والرابعة الى «احتواء جماعة بوكو حرام في غرب أفريقيا» و «تعطيل أنشطتها غير المشروعة في خليج غينيا وأفريقيا الوسطى». ووضعت القيادة الأميركية أيضاً بنداً خامساً يقضي بتعزيز «قدرات الشركاء في القارة لحفظ السلام ومواجهة الكوارث». وستتم إدارة هذه الجهود من جيبوتي، التي تستضيف قاعدة كبيرة ل «أفريكوم». وأكد مسؤول عسكري أميركي أن «حركة الشباب أُخرجت من معظم المناطق المأهولة في الصومال»، مشيراً إلى تهديد جديد يكمن في «تحول بعض من عناصر الحركة إلى داعش، ما يخلق تنافساً بين التنظيم المتطرف و «الشباب» التي تبقى روابطها قوية جداً بتنظيم القاعدة». ورصد بيان «أفريكوم» أيضاً تواصل عناصر داعش في ليبيا وأعضاء «بوكو حرام» في نيجيريا مع متطرفين في سورية والعراق لسنوات. وتحدث عن جهود لاحتواء «بوكو حرام» في نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر. أما حول الوضع في ليبيا، فقالت «أفريكوم» إن «الحكومة الضعيفة هناك توفر لداعش ملاذاً آمناً، وهذه مشكلة لم تعد محصورة بليبيا، إذ إن داعش نفذت اعتداءات في تونس وطوّعت أجانب». وأكدت القيادة العسكرية الأميركية أن الهدف في ليبيا هو «احتواء داعش والسعي للقضاء على قدراتها العسكرية». إلى ذلك، تبنى تنظيم «داعش» في ليبيا التفجير الانتحاري الذي أوقع 6 قتلى في مدينة راس لانوف النفطية في شرق ليبيا أول من أمس، فيما التقت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في تونس أمس، مسؤولين ليبيين لحضهم على تشكيل حكومة وحدة وطنية. وجاء في بيان ل «ولاية برقة» التابعة لداعش نقلته حسابات متشددة على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، أنه «في عملية يسر الله لها أسباب النجاح، تمكن الأخ الاستشهادي أبو العباس من اقتحام الحاجز الخلفي لمعسكر الدعم وتفجير سيارة في تجمع لعساكر الردة». وأعلنت مصادر أمنية وطبية ليبية مقتل 6 أشخاص بينهم 3 من حرس المنشآت النفطية وطفل في التفجير الذي تلا هجوماً آخر بشاحنة مفخخة استهدف مركزاً لتدريب الشرطة في زليتن (غرب)، وأودى بحياة حوالى 60 شخصاً.