هدمت جرافات بلدية الاحتلال الإسرائيلي أمس 3 منشآت سكنية وتجارية في قريتي بيت صفافا وسلوان، من دون سابق انذار بحجة البناء من دون ترخيص. وحذرت جمعية «عير عميم (مدينة الشعوب)» الإسرائيلية اليسارية التي ترصد التوسع الاستيطاني في القدسالمحتلة من التعاون الخفي بين السلطات الإسرائيلية الرسمية والجمعيات الاستيطانية التي تنشط لتهويد الأحياء الفلسطينية في القدسالمحتلة، وذلك على خلفية قرار «المجلس القُطري للتخطيط»، تحت ضغط وزارة القضاء، إعادة مناقشة إقامة مركز «كيدم» السياحي الضخم الذي تقدمت جميعة «إلعاد» الاستيطانية بطلب للمجلس لإقامته في قلب حي سلوان الفلسطيني على مساحة 16 ألف متر مربع. ورفض المجلس قبل ستة أشهر إقرار هذه المساحة واكتفى بمساحة 10 آلاف متر مربع. واعتبرت جمعية «نير عميم» المشروع «هداماً، تخطيطياً وسياسياً». وكانت جمعية «إلعاد» طعنت في القرار الذي اتخذه المجلس بتقليص مساحة المشروع وتقدمت بطلب إلغاء القرار في المحكمة المركزية التي رفضت الطعن، لكن هذا الرفض لم يثنِ الجمعية الاستيطانية عن مواصلة محاولاتها لتغيير القرار فطلبت من «مجلس التخطيط» إعادة النظر في القرار. ودعمتها في الطلب المديرة العامة لوزارة القضاء التي هاجمت المجلس على قراره تقليص مساحة المشروع وأقنعت غالبية أعضاء المجلس بوجوب مناقشة الموضوع من جديد. ووصفت جمعية «عير عميم» القرار بأنه دليل على الصلة الوثيقة بين الجمعيات الاستيطانية والمستويات الرفيعة في الحكم. وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن هذا القرار يندرج ضمن قرارات أخرى مماثلة لفائدة المشروع الاستيطاني اتُخذت أخيراً، مثل قرار وزير الدفاع موشيه يعالون شمل المجمع الكنسي «البركة»، على طريق القدس الخليل الذي اشترته جمعيات استيطانية، بتمويل أبي المشروع لتهويد القدس البليونير الأميركي اليهودي اروين موسكوفتش، ضمن منطقة نفوذ التكتل الاستيطاني «غوش عتسيون» جنوبالقدسالمحتلة ما يعني تمدد الاستيطان ومصادرة أراضٍ فلسطينية أخرى غالبيتها تابعة لأهالي قرية بيت أُمر. كذلك الكشف عن قيام «القيِّم العام على الممتلكات» (التابع لوزارة القضاء) بدعم جميعة «عطيرت كوهنيم» الاستيطانية في إقامة مستوطنة يهودية في قلب حي سلوان. وخلصت الصحيفة إلى الاستنتاج بأن سلوك الجمعيات الاستيطانية يبغي قطع الطريق على أي احتمال لإعادة تقسيم القدس أو القيام بتسوية سياسية، فيما تتذرع الوزارات ذات الشأن بأن لا علاقة لها بالموضوع، «وهي عملياً ترافق هذه الخطوات سراً وتدعمها». في غضون ذلك، هدمت (معا) بناية وشقة سكنية قيد الإنشاء في قرية سلوان، وأجزاء من مطعم في بيت صفافا، بعدما اقتحمت قوات الاحتلال القريتين وحاصرت مناطق الهدم. وأوضحت صاحبة الشقة نادية ابو دياب أن جرافات هدمت شقة قيد الإنشاء في سلوان بعدما بدأت العائلة بناءها في ايلول (ديسمبر) الماضي وحاولت استصدار رخصة بناء الفترة الماضية، مشيرة الى ان عملية الهدم تمت من دون سابق انذار. كما هدمت الجرافات بناية من طابقين وهي قيد الإنشاء في بلدة سلوان. وفي بيت صفافا هدمت جرافات البلدية اجزاء من «مطعم البحر الأبيض المتوسط» تم إضافتها إلى البناء القائم، يعود للمواطن عماد برقان. الى ذلك، كشف (سما) برنامج «عوفدا» الذي كان من المفترض بثه على القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي أمس، عن قيام الناشط الاسرائيلي لحقوق الانسان عزرا ناوي تقديم معلومات لجهاز الأمن الوقائي في الخليل عن بيع اراضٍ فلسطينية لليهود. وفي مقابلة سريعة مع ايلانا ديان التي تعد هذا البرنامج مع موقع القناة الثانية، تحدثت في شكل مقتضب عن تفاصيل التقرير الذي سيتم بثه، واستطاعت الكشف في هذا التقرير عن اختراق الجماعات المتطرفة اليهودية نشاط الجمعيات اليسارية الاسرائيلية، ومن ضمنها نشاط عزرا ناوي الناشط في حقوق الانسان في منطقة الخليل منذ سنوات. واستطاع أحد نشطاء اليمين المتطرف الوصول الى عزرا ناوي ونسج علاقة معه ما سمح له بالكشف عن طبيعة النشاط الذي يقوم به لمصلحة الفلسطينيين، وكان أحد هذه النشاطات تقديم معلومات للأمن الوقائي من أسماء وصور لتجار فلسطينيين ينوون بيع أراضٍ لليهود، على رغم معرفته بأنه بتقديم هذه المعلومات يعرض حياتهم للخطر. وقال عزرا ناوي في سياق حديثه المصور والمسجل رداً على سؤال: هل تعرف ماذا سيحل بهم بعد تقديم هذه المعلومات للأمن الفلسطيني؟: «طبعا أعرف. سيقتلونهم».