تحركت الصين أمس لدعم المعنويات الضعيفة بعد يوم من هبوط مؤشرات الأسهم واليوان سبب هزة في الأسواق العالمية غير ان محللين نصحوا المستثمرين بالتأهب لمزيد من التقلبات الحادة في الأسعار. ونزلت الأسهم أكثر من اثنين في المئة في التعاملات المبكرة ما أثار مخاوف من ان البورصة تتجه إلى يوم ثان من التهافت على البيع الذي هبط بالسوق سبعة في المئة أول من أمس وأدى إلى تعليق التداول في السوق للمرة الأولى في الصين. لكن السوق أنهت اليوم على تفاوت فارتفع مؤشر «سي اس آي - 300» لكبرى الشركات المدرجة في بورصتي شانغهاي وشنتشن 0.3 في المئة إلى 3478.78 نقطة في حين فقد مؤشر «شانغهاي المركب» 0.3 في المئة ليغلق على 3287.71 نقطة. وضخ «البنك الشعبي الصيني» نحو 20 بليون دولار في أسواق النقد وهو أكبر مبلغ يضخه منذ ايلول (سبتمبر). ويعتقد المتعاملون بأن البنك المركزي يستعين في الوقت ذاته بالمصارف المملوكة للدولة لدعم اليوان. وأعلنت لجنة الرقابة على الأوراق المالية في الصين أنها تنوي سن قواعد جديدة لتقييد بيع كبار المساهمين أسهمهم في الشركات المدرجة وأضافت أنها ستجري تعديلاً جديداً على الآلية الخاصة بتعليق التداول في السوق. وفي حين استقر اليوان في السوق المحلية بعد تحرك البنك المركزي لا يزال سعر اليوان يتراجع في المعاملات الخارجية فوصل إلى 6.6373 يوان للدولار منخفضاً 1.7 في المئة عن السعر المحلي. متاعب إضافية وفي مؤشر جديد إلى متاعب الصين، أفادت مجلة «كاسين» المتخصصة بقطاع الأعمال بأن إجمالي حجم البضائع المنقولة على السكك الحديد في الصين هبط بنسبة تزيد عن 10 في المئة العام الماضي مسجلاً أكبر انخفاض سنوي على الإطلاق. ونقلت المجلة عن مصادر في الإدارة الوطنية للسكك الحديد ان إجمالي البضائع التي جرى شحنها بواسطة السكك الحديد هبط 10.5 في المئة على أساس سنوي إلى 3.4 بليون طن في 2015. وكانت أحجام البضائع تراجعت 4.7 في المئة في 2014. وينظر الى أحجام الشحن بالسكك الحديد في الصين على انه مؤشر إلى النشاط الاقتصادي المحلي. وأعلنت أعلى هيئة للتخطيط الاقتصادي في البلاد الشهر الماضي ان أحجام الشحنات هبطت 15.6 في المئة على اساس سنوي في تشرين الثاني (نوفمبر). ومع تضررها من طلب ضعيف في الداخل والخارج وطاقة فائضة في المصانع وفتور في الاستثمارات يُتوقَّع ان تكون الصين سجلت في 2015 أضعف نمو اقتصادي في 25 سنة مع توقعات بتباطؤ النمو إلى نحو 7 في المئة من 7.3 في المئة في 2014. لكن مراقبين للصين يعتقدون بأن النمو الاقتصادي الحقيقي أضعف كثيراً مما توحي به البيانات الرسمية. وأظهر مسح غير رسمي نشر أول من أمس ان نشاط المصانع في الصين انكمش للشهر العاشر على التوالي في كانون الأول (ديسمبر) وبوتيرة أكثر حدة من الشهر السابق ما يشير الى استمرار فقدان تدريجي للقوة الدافعة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. الأسهم الأوروبية وانتعشت الأسهم الأوروبية عقب موجة صعود لأسهم شركات التعدين والاتصالات وتحقق بعض الاستقرار في الأسواق الصينية بعد مرور يوم على إعلان بيانات ضعيفة حول قطاع الصناعات الصيني أدت إلى موجة هبوط حاد في الأسهم المحلية وأضرت بالأسواق العالمية. وارتفع مؤشر «يوروفرست 300» لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى واحداً في المئة إلى 1415.77 نقطة بعدما هبط 2.5 في المئة أول من أمس مسجلاً وقتها أكبر هبوط يومي منذ أوائل كانون الأول. وكان مؤشر «فايننشال تايمز» البريطاني فتح مرتفعاً 1.1 في المئة وارتفع مؤشر «كاك 40» الفرنسي بنسبة مماثلة في حين ارتفع مؤشر «داكس» الألماني 0.9 في المئة. وارتفع مؤشر «ستوكس يوروب 600» للموارد الأساسية 2.3 في المئة متربعاً على عرش مؤشرات القطاعات الأكثر ارتفاعاً أمس فارتفعت أسعار معادن صناعية مهمة ما بين 1.1 و1.6 في المئة بعد هبوطها في الجلسة السابقة. وارتفعت أسهم «أنغلو أميركان» و»بي إتش بي بيلتون» و»غلينكور» من 2.7 إلى 3.1 في المئة. وارتفع أداء أسهم شركات الاتصالات بعدما أكدت شركة «أورانج» الفرنسية للاتصالات أنها تجري مفاوضات تمهيدية من جديد في شأن الدمج مع منافستها المحلية «بويغ» التي ارتفع سهمها 1.4 في المئة في حين ارتفع سهم «ألتيس» 4.3 في المئة وقفز سهم «نوميريكابل» 6.4 في المئة. وهوت الأسهم اليابانية لليوم الثاني إلى أدنى مستوى في شهرين ونصف شهر في تعاملات متقلبة بعدما هبطت الأسهم الصينية ما حد من اقبال المستثمرين على المخاطرة. وأغلق مؤشر «نيكاي» القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى منخفضاً 0.4 في المئة عند 18374 نقطة مسجلاً أدنى مستوى إغلاق منذ 20 تشرين الأول (أكتوبر). وكان المؤشر سجل ارتفاعاً في وقت سابق خلال تعاملات أمس. وهبط مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.3 في المئة عند 1504.71 نقطة في حين نزل مؤشر «جيه بي إكس - نيكاي 400» بنسبة 0.4 في المئة عند 13547.19 نقطة. وأنهت الأسهم الأميركية أولى جلسات عام 2016 أول من أمس على خسائر حادة لتسجل أسوأ بداية لها منذ أعوام وذلك بعد بيانات اقتصادية ضعيفة في الصين أشعلت من جديد المخاوف من تباطؤ النمو العالمي. وهوى مؤشر «داو جونز الصناعي» 276.09 نقطة أو 1.58 في المئة ليغلق عند 17148.94 نقطة. وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بواقع 31.28 نقطة أو 1.53 في المئة إلى 2012.66 نقطة. وهبط مؤشر «ناسداك المجمع» 104.32 نقطة أو 2.08 في المئة إلى 4903.09 نقطة. وتلك أسوأ بداية للعام بالنسبة إلى «داو جونز» منذ 2008 كما أنها الأسوأ لكل من «ستاندرد آند بورز 500» و»ناسداك» منذ 2001.