صدت طائرات «الأباتشي» السعودية أمس هجوماً شنته ميليشيا الحوثي والقوات التابعة للرئيس السابق علي صالح على منفذ الطوال السعودي على الحدود مع اليمن، أطلقوا خلاله قذائف هاون و»كاتيوشا» على المنفذ. وأدت الغارات إلى مقتل أكثر من 18 مسلحاً حاولوا التسلل إلى المنفذ، فيما أصابت القذائف ثلاثة عمال من الجنسية الباكستانية. وأوضح المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان الرائد يحيى القحطاني أنه في تمام الساعة 11:30 صباح أمس تبلغت فرق الدفاع المدني عن سقوط مقذوف في محافظة الطوال أطلق من داخل الأراضي اليمنية نتجت منه إصابة ثلاثة أشخاص من الجنسية الباكستانية تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج. من جهة أخرى كثف طيران التحالف أمس غاراته على مواقع الحوثيين وقوات صالح في صنعاء ومحيطها ومحافظات الحديدة وتعز والبيضاء وسمع في العاصمة دوي انفجارات وتحليق منخفض للطيران. وأفادت مصادر عسكرية وطبية بأن عشرات المتمردين سقطوا قتلى وجرحى جراء القصف. وفيما تواصلت المعارك بين مسلحي الجماعة وقوات صالح من جهة وبين القوات المشتركة ل»المقاومة الشعبية» والجيش الوطني في جبهات تعز وأطراف مأرب وحجة تمكنت قوات الأمن والجيش في عدن من السيطرة التامة على ميناء المعلا ومحيطه بعد اشتباكات مع مسلحين، وأسفرت المعارك عن مقتل 15 شخصاً على الأقل، في حين أعلنت اللجنة الأمنية في عدن فرض حظر التجول ليلاً. وزار الرئيس عبدربه منصور هادي ميناء المعلا بعد تأمينه أمس والاتفاق مع المسلحين على إدماجهم في قوات الجيش والأمن، وأفادت مصادر حكومية بأن هادي الذي وصل إلى الميناء على متن مروحية عسكرية أمر بتأمين كافة المصالح الحكومية في المدينة ودعا إلى محاسبة من قاموا بالعمليات المسلحة، ومنع المظاهر المسلحة بالمدينة. في هذا الوقت اغتال مسلحون أمس إمام مسجد في عدن بإطلاق النار عليه. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر أمنية أن مسلحين يعتقد أنهم ينتمون إلى «داعش» اغتالوا إمام مسجد الجيلاني الشيخ علي عثمان أثناء خروجه لصلاة الفجر في حي كريتر بمدينة عدن. وأفادت مصادر المقاومة أن قيادياً حوثياً قتل في اشتباكات مع المقاومة الشعبية أثناء محاولة الحوثيين التقدم باتجاه موقع العروس الاستراتيجي أعلى قمة جبل صبر في محافظة تعز المحاصرة في وقت شنت طائرات التحالف غارات على مواقع الجماعة في منطقة صبر الموادم شرق المدينة وفي مناطق أخرى من المحافظة التي تحمل الاسم ذاته. وفي محافظة الحديدة الساحلية شن طيران التحالف خمس غارات جوية على الأقل استهدفت مواقع الحوثيين وقوات صالح في معسكر «الدفاع الساحلي» شرق مدينة الحديدة. وأكدت مصادر المقاومة أن 20 مسلحاً حوثياً على الأقل قتلوا وجرح آخرون في غارة أخرى استهدفت مقر إدارة أمن مديرية «الشرية» في منطقة قيفة القبلية التابعة لمحافظة البيضاء. إلى ذلك أعلن في تعز عن تشكيل المجلس العسكري للمقاومة بمحافظة إب برئاسة العميد الركن أحمد صالح البحش ويضم عدداً من القيادات العسكرية الأمنية في المحافظة. على صعيد آخر، قال مصدر في ائتلاف الإغاثة بمدينة تعز إن مسلحي الحوثيين وقوات صالح صادروا أكثر من 12 ألف سلة غذائية مقدمة من المنظمات الإغاثية للمحاصرين في المدينة. وأضاف إن المسؤولين الميدانيين في المعابر أبلغوا ائتلاف الإغاثة أن 12500 سلة غذائية ستدخل المدينة المحاصرة، غير أنه في اليوم التالي لم تدخل إلا 400 سلة فقط. سياسياً، أشارت معلومات إلى خلافات بين الحوثيين وحزب صالح. فقد أعلن قيادي في حزب «المؤتمر الشعبي» الذي يترأسه صالح، أن جماعة الحوثي هددت بإيداع صالح في السجن، إذا تدخل في شؤون اللجنة الثورية العليا، التي تدير البلد حالياً ويترأسها محمد علي الحوثي. وقال أمين عاطف، القيادي في حزب صالح، في منشور مقتضب على صفحته على «فايسبوك»: أبلغت الزعيم علي عبدالله صالح، أن أي محاولات لإقامة اعتصامات للمؤتمر أو تلاعب أو مساس باللجنة الثورية سيكون جزاؤها القبض على صالح وإيداعه السجن.