كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة بنسلفانيا الأميركية ونشرتها مجلة "سباكتايتور هيلث" البريطانية، أن فقد الوزن الناتج من تغيير طبيعة أنظمة الحمية يحسن النوم ويزيد التركيز. واكتشف العلماء أن أسبوعاً واحداً من نظام غذائي عالي الدهون يسبب مشاكل في النوم بالصورة نفسها التي تسببها الحمية العالية الدهون على المدى الطويل. وأجرى الباحثون الدراسة على عينة من فئران تغذّت على نظام غذائي عالي الدهون لمدة ثمانية أسابيع. وبعد هذه المدة، اُستبدل نظام الغذاء لبعض الفئران بنظام أكثر توازناً، فيما بقيت مجموعة الفئران الأخرى على نظامها من دون تغيير. وبعد الأسبوع التاسع، وجد الباحثون أن الفئران التي حافظت على النظام الغذائي العالي الدهون زاد وزنها بنسبة 30 في المئة، وأصبحت تنام ساعة أطول كل يوم، وعانت من التقطع في النوم، مقارنة بالمجموعة الأخرى التي كان نظامها الغذائي أكثر توازناً. وقال المشرف على الدراسة اسحق بيرون إن "الحمية المتبعة في الأسبوع الأخير كانت المفتاح إلى إظهار تأثير الحمية في النوم، بغض النظر عن وزن الجسم ابتداء". وذكر أن "الفئران السمينة التى اتبعت نظاماً غذائياً أكثر توازناً لمدة أسبوع واحد فقط، أظهرت النتائج نفسها للفئران التي اتبعت النظام ذاته لمدة تسعة أسابيع". وأضاف بيرون أن "النتائج تشير إلى أن وزن الجسم عامل أقل أهمية، بالمقارنة بتغير الوزن، في التأثير في تنظيم النوم". ووجد الباحثون أيضاً أن "أسبوعاً واحداً فقط من النظام الغذائي العالي الدهون بالنسبة إلى الفئران التي انتظمت على نظام صحي مدة تسعة أسابيع، جعلها تعاني من مشاكل النوم ذاتها التي عانت منها المجموعة الأخرى". وأوضح بيرون أنه "إذا كان وزنك زائداً وتعاني من مشاكل في النوم، فلست في حاجة إلى فقدان وزنك الزائد كله ليتحسن النوم لديك، بل مجرد البدء في خسارة هذا الوزن كفيل في تنظيم النوم وتحسين مستوى نشاطك". وكانت دراسات سابقة ربطت بين البدانة والإرهاق ونقص الطاقة، غير أن هذه الدراسة تعتبر الأولى من نوعها التي تربط بين الوزن المفرط والعادات الغذائية السيئة ومشاكل النوم. وتعد مشاكل النوم من المسببات لأمراض الاكتئاب والسمنة وارتفاع ضغط الدم. ويعاني 62 في المئة من البالغين البريطانين من زيادة الوزن أو السمنة.