لم يمنعها كونها فتاة أن يكون لديها طموح وحلم بأن تؤسس أكاديمية شاملة وجمع هواة الضوء والظل تحت سقف واحد من تشكيليين وفوتوغرافيين، بدأت المصورة السعودية عزيزة القرني في صحيفة «عكاظ» رحلتها مع الفن بالفرشاة والألوان، ثم انتقلت إلى عالم التصميم، ودعمت مسيرتها بالدورات المتخصصة في عالم التصوير، وحظيت إحدى لوحاتها التي تحمل عنوان «روح الأصالة»، بأن تكون إهداء للسفارات السعودية في الخارج، مشيرة إلى أن رحلة تصوير الطيران على الحد الجنوبي من أمتع الرحلات، وتجربة كانت رائعة بكل المقاييس. عزيزة أوضحت ل«الحياة» أنه «دائماً ما تتردد على مسامعي أن التصوير حرام، فكنت في المرحلة الابتدائية أعبّر عن جمال الطبيعة بالرسم ورسم قصص الأطفال، وكان يجذبني الخيال في هذه القصص، فأعبّر عنها بالرسم، وكنت دائماً ما أرسم ما تقع عليه عيناي من أشياء، سواء طبيعة صامتة أم مناظر طبيعية، ما دعا معلمتي إلى تشجيعي بشكل مباشر، وعند المرحلة المتوسطة، اقتنيت كاميرا فيلمية لإشباع هوايتي». القرني لم تخف أنها لا تقاوم نفسها عندما تشاهد أحد كبار السن أمامها، لأنه يعبر عن تاريخ وحضارة وتلتقط له صوراً عدة. وتضيف: «في بدايتي كانت هناك صعوبة بالحصول على المعلومات وطلب الشهادة الأكاديمية، إذ سمعت بدورة مع فنان كبير ومحترف أسافر وأقطع الأميال، من أجل الحصول على معلومة، ولكن اليوم أصبحت المعلومة سهلة المنال، فوفرة المصورين وعشاق التصوير، فضلاً عن الكتب والإنترنت سهلت ما كان يطمح إليه المصور». وعن كيف تستطيع عزيزة القرني أن تجعل الشخص يتجاوب مع عدستها قالت: «من أخلاقيات الفوتوغرافيين الاستئذان أولاً، وتهدئة النفس بالحديث قليلاً عن سبب التقاط هذه الصورة، هل هو توثيقي أم صحافي أم لهدف آخر؟ ومن ثم اختيار الزاوية المناسبة، والتركيز على القواعد الأساسية، مثل قاعدة الأثلاث والابتعاد عن التوسيط». وأشارت إلى أن الحلم الذي لا تتنازل عنه هو حبها للفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي، والاهتمام بكل ما يتعلق به وتقديمه للمجتمع بأرقى صورة، وتتمنى أن تجد دعماً لتأسيس أكاديمية شاملة وجمع هواة الضوء والظل تحت سقف واحد من تشكيليين وفوتوغرافيين، ليس هذا فحسب بل «جمع كل اهتمامات الفتاة تحت سقف واحد»، بحسب قولها. ولا تخفي عزيزة أنها تتمنى أن تتاح لها الفرصة لتصوير الحرمين الشريفين، خصوصاً مكةالمكرمة في يوم 27 رمضان وفي يوم عرفة، من دون سماع كلمة (ممنوع التصوير)، فالصورة هذه «ليست جمالية وفنية فقط، بل مشاعر دينية إسلامية، أعتز بها كمسلمة وليس كفنانة فحسب». وتختتم القرني بالقول : «أنه آن الأوان للتخلص من بعض المفاهيم الخاطئة، إنني أتفاءل كثيراً بالأيام المقبلة بأن تصل رسالة كبرى أن المرأة إنسانة مبدعة، متى ما منحت الثقة والمساعدة، وأوكل إليها أمر ما».