تعهد الرئيس السوداني عمر البشير، النزاهة والشفافية في الحكم، عبر مكافحة الفساد وإعلاء مبدأ المحاسبة. كما تعهد إصلاح العلاقات مع مصر ودول الخليج، والتركيز على العلاقة مع دولة جنوب السودان على أساس «دولتين وشعب واحد ومصلحة واحدة». وطرح البشير أمام مجلس الوزراء في جلسة طارئة أمس، خطة ترتكز على اعتماد الحوار للعبور نحو مرحلة سياسية جديدة وصوغ دستور جديد، لتحقيق إصلاح سياسي واقتصادي في البلاد. وأكد أن المرحلة المقبلة ستشهد «تحقيق النزاهة والشفافية ومحاربة الفساد وإعلاء مبدأ المحاسبة العاجلة وحصر حصانات المسؤولين ومراجعة قانون الثراء المشبوه، ضمن منظومة متكاملة من الأجهزة والتشريعات وتأهيل الإعلام، وكفالة الحريات مع صرامة في ضبط الإشاعات». ودعا إلى تعزيز التعاون الدولي، خصوصاً مع جنوب السودان على أساس «دولتين وشعب واحد ومصلحة واحدة»، وإلى «علاقات مستقرة مع مصر لا تتأثر بالتقلبات والظروف الطارئة»، إضافة إلى التعاون مع دول الخليج. وأوضح البشير أنه يسعى إلى «دستور متفق عليه يحفظ الحقوق الفردية والجماعية وينظم الحياة السياسية ومرحلة جديدة من الشراكة السياسية للعبور بالبلاد إلى النهضة والنمو المتوازن». وأمر حكومته بالاستفادة من الإعلام الجديد لتحسين صورة السودان داخلياً وخارجياً وتغيير سياسات الإعلام الرسمي وقياداته (الإذاعة والتلفزيون) وإتاحة الحرية للصحافة مع الالتزام بضوابط المسؤولية الاجتماعية. وقال وزير الدفاع عبدالرحيم حسين تعليقاً على خطاب البشير: «إن بسط هيبة الدولة والقانون وحماية النسيج الاجتماعي، من القضايا الحيوية والمهمة لخلق مجتمع آمن ومتماسك». وشدد على أهمية تطوير قدرات الجيش والقوات الحكومية الأخرى للقيام بدورها على أكمل وجه. وحذر وزير الدفاع من الصراعات القبلية، وقال: «إنها صارت تهديداً أمنياً أكبر من التمرد الذي قطعت الدولة شوطاً كبيراً في حسمه»، ودعا إلى بناء استراتيجية أمنية للدولة تعزز قوتها وعزتها. في غضون ذلك، استعاد الجيش السوداني السيطرة على مدينتي الطويشة واللعيت في ولاية شمال دارفور، بعد تعرضهما قبل أسبوعين إلى هجوم من «حركة تحرير السودان» المتمردة في دارفور بزعامة مني أركو مناوي. وقال الناطق باسم الجيش الصوارمي خالد سعد، في بيان: «إن القوات المسلحة دخلت منطقتي الطويشة واللعيت بعد فرار المتمردين الذين أشاعوا الرعب والفزع في نفوس المواطنين، ونهبوا ممتلكات وأموال، ودمروا أبراج الاتصالات وحرقوا الأسواق، ما أدى إلى نزوح المدنيين» خارج المنطقتين.