تراجع الإقبال على السفر للسياحة خارجياً خلال إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني (إجازة الربيع) مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وذلك لمصلحة السياحة الداخلية، نظراً للأجواء الربيعية في مناطق عدة من المملكة، وتفضيل الرحلات البرية على السفر خارجياً. وأثر قصر الإجازة وارتفاع الأسعار في الإقبال على السياحة الخارجية، في حين شهدت رحلات الطيران الداخلية ضغطاً كبيراً يصعب معه توفير مقاعد على رغم زيادة عدد الرحلات. وقال رئيس مجموعة الطيار للسفر والسياحة الدكتور ناصر الطيار، في حديثه إلى «الحياة»، إن السفر للدول الخليجية سيطر على المشهد السياحي الخارجي لهذه الإجازة، إذ تصدرت الإمارات والكويت والبحرين الوجهات التي سافر إليها السياح السعوديون خلال هذا الأسبوع. وشدد على أن الإقبال كان أقل من المعتاد على السفر خارجياً، نظراً لظروف الإجازة القصيرة، وتفضيل المواطنين قضاء الإجازة داخلياً، إذ شهدت مدن جدةوالدمام إقبالاً على الحجوزات، إضافة إلى الرحلات البرية التي تعتبر الخيار الأول خلال هذه الأيام. وأضاف أن الإقبال على السياحة الداخلية في هذه الإجازة على غير المعتاد، ما يستدعي تطوير الخدمات السياحية ووسائل الدعم اللوجستي للمسافرين على الطرقات البرية، مبيناً أن كثيراً من الخدمات ما زالت دون المأمول، وتطويرها سيشجع على الاستفادة من هذه الإجازات لمصلحة المناطق الداخلية على المدى الطويل. وحول زيادة أعداد الطائرات المغادرة في بداية الإجازة، حيث غادر الرياض الجمعة الماضي ما يفوق 50 طائرة متجهة إلى دبي، قال الطيار إن الزيادة ترجع إلى تغيير الطائرات خلال هذه الفترة إلى طائرات ذات سعة أصغر بسبب عمليات الصيانة التي تجرى للطائرات الكبيرة خلال الفترة الشتوية. وأشار إلى أن استعدادات مكاتب السفر حالياً منصبة على التجهيز لإجازة الصيف، إذ بدأ المسافرون يستعدون لها، وتتركز خيارات السعوديين على السفر إلى دول أوروبا وأميركا وتركيا، مبيناً أن ثقافة المسافرين بدأت تتغير بالتجهيز لرحلاتهم باكراً لتلافي الضغوط على المقاعد والحصول على خيارات وأسعار أفضل. وحول تأثير الحجوزات المباشرة عبر مواقع شبكة الإنترنت في وكلاء السياحة والسفر، نفى الطيار وجود تأثير، وقال إن القطاع يشهد نمواً مستمراً على رغم تعدد خيارات الحجز والسفر، مضيفاً: «مواقع الحجوزات لم تؤثر فينا، فالاستفادة من هذه المواقع تتطلب الحجز منذ فترة طويلة، إضافة إلى صعوبة الإلغاء وصعوبة إيجاد مرجعية في حال الخلافات، كون هذه المواقع تعود لقوانين دول مختلفة، مع صعوبة الشروط التي لا يطلع عليها المسافر بشكل كامل في حال الإلغاء أو التأجيل». من جهته، أوضح مسؤول في شركة طيران الإمارات ل«الحياة»، أن الإقبال على السفر لدبي من المملكة يواجه ضغطاً شديداً على مدار العام على رغم توافر 4 رحلات يومية من الرياض و3 رحلات من جدة، من بينها رحلتان على الطائرة العملاقة A380 ورحلتان من الدمام ورحلة من المدينةالمنورة، وهي كافية لاستيعاب المسافرين في مثل هذه الإجازات القصيرة. وقال إن الإقبال على السفر لدبي لا يشترط أن يكون وجهة نهائية للمسافرين، إذ يتخذ السياح السعوديون دبي عادة كجهة مواصلة لدول شرق آسيا وجزء من المحيط الهندي لا تصل إليه خطوط الطيران الأخرى. بدورها، دعت الهيئة العامة للسياحة والآثار سياح الداخل خلال إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني إلى الإبلاغ عن أية مخالفات في الفنادق والجهات السياحية من خلال الاتصال بمركز الاتصال السياحي على الرقم 19988 في حال ملاحظة زيادة في أسعار الخدمة على الحد المسموح بها للأسعار في الفنادق والوحدات السكنية المفروشة بالموسم، والبالغة 50 في المئة للوحدات السكنية المفروشة، و30 في المئة للفنادق، أو عند عدم وضع المنشأة لقائمة الأسعار التي تلزم بها الهيئة هذه المنشآت. وبحسب الهيئة، فإن عدد الفنادق المرخصة في المملكة تجاوز 1267 فندقاً و2661 وحدة سكنية مفروشة، وتلزم الهيئة صاحب المنشأة المخالفة بإعادة المبالغ المالية غير النظامية للنزيل في حال ثبت عدم التزامه بالسعر المعلن، ومخالفته بحسب ما ينص عليه النظام، وأغلقت الهيئة 21 منشأة مخالفة للاشتراطات في مدينة جدة خلال الربع الأول من هذا العام.