أعلنت الحكومة السورية أن قواتها تقدمت أمس داخل مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا، وسيطرت على قرابة 60 في المئة منها، في أبرز تقدّم لها في هذه المنطقة الاستراتيجية التي تُشكّل عقدة مواصلات في الجنوب السوري وتضم عدداً من القواعد العسكرية الضخمة التي كانت تُشكّل خط الدفاع الجنوبي عن دمشق. وأقرت المعارضة بأن غارات روسية عنيفة لعبت دوراً حاسماً في قلب موازين المعركة. ووجّهت حكومة دمشق أمس رسالة سلبية جديدة في خصوص نيتها الدخول في مفاوضات جدية مع المعارضة برعاية الأممالمتحدة في جنيف في 25 كانون الثاني (يناير) المقبل، إذ اعتقلت عضوين من «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» (المعارضة المقبولة في الداخل) عند نقطة الحدود مع لبنان، وذلك أثناء توجههما إلى الرياض للمشاركة في اجتماع تعقده الهيئة العليا للتفاوض المنبثقة من اجتماع المعارضة الأخير. ونقلت «فرانس برس» عن يحيى عزيز، أمين سر هيئة التنسيق، إن أجهزة الأمن أوقفت زميليه أحمد العسراوي ومنير بيطار واقتادتهما «إلى جهة مجهولة»، واصفاً اعتقالهما ب «الإجراء غير الطبيعي ممن يريد الحل السياسي». وفي موسكو، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يناقش مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري مسألة ترشح الرئيس السوري بشار الأسد لانتخابات العام 2017، نافياً صحة معطيات نقلتها وكالة «بلومبيرغ» حول هذا الموضوع. وكانت الوكالة أشارت إلى أن بوتين «أكد ضرورة مشاركة الأسد في الانتخابات وأعرب عن الاقتناع بأنه سيفوز فيها». لكن بيسكوف نفى ذلك وأكد أن الرئيس الروسي «أكد بإصرار على أنه لا يمكن تقرير مستقبل النظام السوري الداخلي من الخارج، وأن الشعب السوري فقط هو صاحب القرار». ميدانياً، قال الجيش السوري في بيان إنه سيطر على الدوار الرئيسي في الشيخ مسكين وعلى أحيائها الشرقيةوالجنوبية، وعلى اللواء 82 بمحاذاة هذه المدينة الاستراتيجية. وأورد «الإعلام الحربي» الذي ينشر الأخبار العسكرية للجيش السوري وحلفائه إن 60 في المئة من الشيخ مسكين باتت في أيدي النظام. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر في المعارضة تأكيده دخول القوات الحكومية أجزاء من الشيخ مسكين، قائلاً إن اشتباكات عنيفة تدور في حي «المساكن» (مساكن الضباط) شرق المدينة. وقال قيادي في «جبهة ثوار سورية» المشاركة في معارك الشيخ مسكين إن النظام تقدّم بفعل غارات روسية لم يحصل لها مثيل في الجنوب السوري منذ بدء حملة القصف الجوي في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي. ولاحظت «رويترز» أن الهجوم على الشيخ مسكين جزء من أول هجوم كبير للقوات الحكومية في جنوب سورية منذ التدخل الروسي، مضيفة إنه إذا استعادت القوات الحكومية البلدة فإنها تكون قد عززت سيطرتها على المنطقة الشديدة التحصين التي شكلت خط دفاع جنوبياً لحماية دمشق. وفي محافظة الرقة، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم «داعش» شن هجوماً على بلدة عين عيسى مهّد له بعربتين مفخختين، مشيراً إلى اشتباكات بينه وبين عناصر «قوات سورية الديموقراطية» التي يهيمن عليها الأكراد في محيط البلدة الواقعة في الريف الشمالي الغربي للرقة. أما «الدرر الشامية» المعارضة فأشارت، من جهتها، إلى أن غارات التحالف أجبرت «داعش» على الإنسحاب بعد تقدم عناصره إلى داخل عين عيسى لساعات عدة. أما في ريف حلب المجاورة، فقد أفيد أن أحد عناصر «داعش» نفّذ عملية انتحارية بسيارة مفخخة في قرية كفركلبين (جنوب شرقي مدينة اعزاز) في ريف حلب الشمالي، مستهدفاً مقراً ل «حركة أحرار الشام الإسلامية». وجاء هذا التفجير في وقت تمكن «داعش» من طرد فصائل المعارضة من قرى الخربة وقرة مزرعة ودلحة وحرجلة قرب الحدود مع تركيا في ريف حلب. وتردد لاحقاً أن فصائل المعارضة استعادت دلحة في هجوم معاكس.